IMLebanon

تحرَّكوا قبل فوات الاوان  وهذه هي الدروس المستخلصة

يقول المثل:

أُطلبوا العِلم ولو في الصين. وظروف اليوم تُحتِّم القول:

أُطلبوا الدروس ولو من النفايات. إن أزمة النفايات التي انفجرت مع إقفال مطمر الناعمة في 17 تموز الماضي، أي منذ شهرين تماماً، تُحتِّم استخلاص الدروس الآتية:

الدرس الأول أنَّ وزير البيئة، المسؤول الأول عن هذا الملف، كان يُفتَرض أن يُساءل من اليوم الأول لفتح هذا الملف، أي قبل ستة أشهر على استحقاق 17 تموز، بمعنى أنَّه كان يُفترض برئيس الحكومة وبالحكومة مجتمعةً وبمجلس النواب وبلجنة البيئة النيابية، أن يُمطروه بالأسئلة اليومية من مثل:

أين أصبحت الخطة؟

متى يبدأ التنفيذ؟

هل من معوقات؟

هل من قطب مخفية؟

لم يُسأَل ولم يُساءَل، فتقاعس وأظهَر عجزاً غير مسبوق:

من 17 كانون الثاني حتى 17 تموز، لم يفعل شيئاً، قام بجهدٍ شكلي في الربع الساعة الأخير أي قبل أسبوع من انتهاء المهلة، فكان ما كان:

إختلط الحابل بالنابل، إختلطت المناقصات الجديدة بالمتعهِّد التاريخي القديم، تداخلت المصالح، طارت المناقصات، إنتهت المهلة فغرق البلد بالنفايات.

الدرس الثاني، لو أنَّ الوزير العاجز عن ملفٍّ أساسي تعلَّم من الوزير شهيِّب، لكانت دنيا النفايات اليوم بألف خير. لقد حقَّق الوزير شهيب في أسبوع ما لم يحققه الوزير المدلل في ستة أشهر، صحيح أن العوامل الضاغطة هي التي جعلت من الوزير شهيِّب يعمل بسرعة قياسية، لكن كيف لم يشعر وزير البيئة أنَّ الظروف كانت تُحتِّم عليه العمل ليل نهار؟

الدرس الثالث أنَّ تشكيل الحكومات واختيار الوزراء للحقائب، لم يعد يجوز كما كان يجري، فمن أين للوزير محمد المشنوق الفَهْم بالنفايات وبالبيئة؟

خلال كل هذه الأزمة هل سَمِع أحدٌ باسم مدير عام وزارة البيئة؟

أين هو؟

لماذا هو متوارٍ؟

يعرف اللبناني مدراء عامين في كلِّ الوزارات، فلماذا في وزارة البيئة لا يظهر المدير العام؟

هل هو مختلف مع الوزير؟

هل هو معتكف؟

لماذا لا تتوضَّح هذه القضية للرأي العام؟

الدرس الرابع:

أنَّ الحركات القائمة على حد قول مسؤول مخضرم ضليع ليست سوى فولكلور مدروس على شاشات التلفزة لإبراز الذات.

إذاً نقول على رغم فوضويتها أحياناً وعدم جديتها أحياناً أخرى، تحاول التقدم بسبب غياب حركة السلطة التنفيذية التي أصبحت أكثر من مشلولة.

أليست مفارقة أنَّ الحكومة لا تجتمع فيما المنظمات الشبابية تلتقي كلَّ يومٍ لتحدِّد ماذا ستفعل في اليوم التالي؟

هل يُعقَل أنَّ الحكومة لا تعقد جلسات مجلس الوزراء فيما الوضع الخطير والمتدهور يستدعي إبقاء جلساتها مفتوحة؟

كثيرة هي الدروس التي يمكن استخلاصها، لكنَّ الدرس الأهم هو أنه في تشكيل الحكومات، من غير الجائز أن يأتي وزراء على صورة البلد الذاهب إلى الإنهيار.