IMLebanon

الحركة والبركة  

 

لبنان في ورشة. هذه حقيقة. لقد قُدر لنا أن نعاصر حكومات عديدة، وحكومة سعد الحريري («حكومة العهد الأولى») هي في تقديرنا من أكثر الحكومات حراكاً ومتابعة ومشاريع (جدية) والتصدي للمشكلات «المستعصية»  التي كان محظراً «الدق فيها».

 

ولقد أثبت الواقع أن الوزراء من جيل الشباب وما بين الشباب والكهولة، هم الأكثر إنتاجاً. والحال مع معظم وزراء هذه الحكومة أن الإعلاميين يكادون  يعجزوا عن «مطاردتهم» لشدة ما يتنقلون من منطقة الى اخرى، ومن بلدة الى مدينة، ومن قضية الى سواها.

 

إنها ورشة ملحوظة، فاعلة ومنتجة.

 

نقول منتجة مع تحفظ واستدراك. أما الاستدراك فلأنّ هذا الإنتاج لا يزال حبراً على ورق. وأما التحفظ فإلى حين يُترجم ذلك مشاريع ومراسيم تطبيقية.

 

وكان في ودّنا أن نذكر وقائع من هذا النشاط وأسماء الوزراء الذين يؤدونه، إلا أننا لا نريد أن ننسى أحداً، ولأننا ننتظر الترجمة الفعلية خصوصاً في مجالي الكهرباء والنفايات وهما المسألتان الأكثر إلحاحاً، علماً أن وزيريهما يضطلعان بحراك مسؤول وقد وضعت الوزيرة بستاني مشروعاً وخطة الكهرباء، كما وضع الوزير ف. جريصاتي مشروعاً وخطة للنفايات.

 

هذان المشروعان – الخطتان ينقصهما موقف حاسم في مجلس الوزراء ليبصرا النور. ويبدو أن نسبة الإيجابية بشأنهما تتقدم على نسبة السلبية إن لم يكن «كرم أخلاق» من أحد فعلى الأقل لأن «على الكتف حمّالاً». وهذا الحمّال اسمه «مقررات مؤتمر سيدر» التي لا تقبل أي تساهل بشأنها الدول التي وضعتها في باريس ورفعت في وجه المسؤولين اللبنانيين سيفاً مصلتاً عنوانه واضح ومفهومه أكثر وضوحاً: أيها اللبنانيون، تلتزمون وتنفذون وتكونون شفافين،وإلاّ…».

 

والاّ: تسقط المقررات.

 

وإلاّ: مؤسسات التصنيف تنتظركم على الأكواع العديدة وليس على كوع واحد.

 

وإلاّ: أنتم وبلدكم تنحدرون بسرعة ضوئية نحو التصنيف المخيف الذي له ترجمة واحدة: لبنان بلدٌ فاشل!

 

بالفعل لسنا ندري كيف يكون بلدٌ أعماقه واعدة جداً بكميات استثمارية كبيرة الاحتياطي من الغاز والنفط…

 

وهو عاجز عن ابتكار خطة تنتشله من هاوية اقتصادية مروعة!

 

وبالمناسبة: نحن، اللبنانيين، نريد أن تتفضل وزيرة الطاقة أو أي مسؤول أو رئيس أن يقف ويقول لنا بالفم المليان ومن دون أي تردد: سيتدفق النفط وسينتشر الغاز من أرضنا يوم كذا من الشهر كذا من العام كذا….