IMLebanon

الحركة في اتجاه لبنان إقرأ تفرح جرِّب… تقلق

إنتعشت الحركة الدبلوماسية في اتجاه لبنان:

نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمضى وقتاً غير قصير في محادثات مع المسؤولين اللبنانيين في أكثر من موقع، فالتقى رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وغيرهم. وما هو أهمُّ من اللقاءات، الموقف الذي أعلنه والذي جاء بصيغة بيان مكتوب، منعاً للإلتباس، وفيه أنَّ عواقب الحرب في سوريا تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة هنا في لبنان وتضغط بشدة على الخدمات العامة فيه، فالمجتمعات المضيفة تتقاسم موارد المياه الثمينة، والمستشفيات استنفدت إمداداتها في توفير الرعاية، والمدارس فتحت أبوابها لعدد أكبر من الطلاب بعضهم يحمل آثاراً لجراح لا يمكن رؤيتها. إنَّ الحكومة الأميركية تدعم، وهي ممتنة، لعمل الحكومة والمجتمع اللبناني لإستيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين في سوريا، هذه استجابة عميقة في السخاء والوجدانية. نحن ملتزمون بتقديم الدعم ليس فقط للاجئين، ولكن أيضاً للمجتمعات اللبنانية التي تستضيفهم.

بيت القصيد في هذا الكلام أنَّ الدبلوماسي الأميركي جاء يشرح ما تمّ التوصل إليه في لوزان، فهل يكون هذا الإتفاق الترياق الذي يؤدي إلى إنتخابات لرئاسة الجمهورية؟

لا أحد يعرف، لكن ما هو معروف أنَّ لا أحد يتكلّم في الموضوع بصورةٍ جدية حتى الآن.

***

إلى الدبلوماسي الأميركي الآنف الذِكر، هناك دبلوماسي أميركي آخر سيصل إلى لبنان نهاية هذا الشهر، إنَّه نائب وزير الخارجية الأميركي السابق وليم بيرنز. صحيح أنَّ بيرنز أصبح خارج السلك وأنَّه يركِّز عمله في مجال مراكز التحليل والدراسات الإستراتيجية الأميركية، لكن هذه المسؤولية الجديدة لا تُلغي أنَّه لا يأتي إلى لبنان بداعي البحث والتحليل فقط، فالمعروف عن الأميركيين، ولا سيما الذين تسلَّموا مهاماً رفيعة، إنهم لا يتقاعدون، ومن هؤلاء وليم بيرنز الذي يمتلك خبرة واسعة في الشأن اللبناني وشؤون الشرق الأوسط.

***

كل هذا أين يصب؟

حتى الآن، لا ترجمة عملية لكلِّ هذه الجهود والأنشطة الدبلوماسية حتى ولو كانت أميركية، إذ إنها لا يمكن أن تُصرَف في أيِّ مكانٍ في السياسة، خصوصاً أنَّ الإستحقاقات لم تنضج في لبنان، وذلك للأسباب التالية:

إنَّ الولايات المتحدة الأميركية منهمكة من الآن وحتى أواخر حزيران المقبل بالإتفاق النووي بين الغرب وبين إيران، وبصرف النظر عن التقييم الذي يُعطى لهذا الإتفاق، بين مَن يعتبره إنتصاراً للغرب وهزيمة لإيران، وبين مَن يعتبر العكس، فإن الإنشغال بالملف الرئاسي اللبناني لا يبدو قريباً.

بهذا المعنى يُفتَرض باللبنانيين أن يتحمّلوا وأن ينتظروا، فإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية وإيران منهمكتين بالإتفاق النووي، فإنَّ سائر الدول المعنية منهمكون بالحرب المندلعة في اليمن وحول اليمن، فماذا يبقى للبنان من اهتمام في هذه الحال؟

بالتأكيد، وللأسف، لا شيء.