IMLebanon

فيلم “داعش” في “هبلوود”

أغلب الظن ان مجانين “داعش” الذين جاءوا الى المنطقة من بلاد بعضها من العالم الغربي تأثروا بموجة أفلام الواقع التي ذاع صيتها ردحا من الزمن فأستعاروا الشكل وأدخلوا فيه مضمونا مرعبا لم تصل اليه أفلام الفرد هتشكوك الفذة،فتفننوا في تصوير قطع الرؤوس الى أن أدخلوا حرق الضحايا في أستوديو الموت الذي أقاموه في بلاد بين النهرين وأول ضحية كان الطيار الاردني معاذ الكساسبة. وظهر حتى الآن أن هؤلاء المجانين قد بذلوا جهدا لإنتاج أفلام الرعب التي ملأت شاشات العالم في الايام الماضية فحرّكوا شعورا إنسانيا دفينا بأن الانسان في هذا الزمن يحتاج الى حركة رفق به على غرار الحملة التي انطلقت للرفق بالحيوان كما فعلت ونجحت قبل عقود النجمة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو.

في مسلسل “أم كلثوم” التلفزيوني الذي ثقّفنا حول سيرة كوكب الشرق علمنا أن رائدا من رواد عصر مصر الانوار في مصر بين القرن التاسع عشر وثلثي القرن العشرين هو طلعت باشا حرب كان رائدا في إطلاق السينما المصرية التي تربّت عليها أجيال من عالمنا العربي. لقد كانت القوة الناعمة في منطقة قاسية حذت حذو هوليوود عاصمة السينما الاميركية التي جعلت من الولايات المتحدة الاميركية قبلة الانظار، مما جعل بلدا عظيما كالهند يستعير اسمها لينشئ بوليوود.

نعود الى منطقتنا التي ما كادت تتلمس طريقها الى الحضارة الانسانية حتى وصل البرابرة على صهوة انقلابات ومؤامرات وآخر فصولها تنظيم “داعش” وليس أولها. وقد أثار فينا الهلع قبل يومين شريط بثه برنامج تلفزيوني يقدمه الزميل نديم قطيش على شاشة “المستقبل” يقوم فيه رجال ينتمون الى أنصار الرئيس السوري بشار الاسد بحرق رجال أحياء انتقاما، كما قال الحارقون، لما حلّ بأشخاص من طائفة الاسد.

اننا أمام مجرمين ليست لديهم أية ذرة من البطولة، وضحاياهم لا حول لهم ولا قوة.

في الولايات المتحدة هوليوود، وفي الهند بوليوود أما في منطقتنا فـ”هبلوود” وهي كلمة ترتكز على كلمة “هبل” (حرفا الهاء والباء وردا صدفة) الذي يغطي المنطقة بعدما أصبحت مقاديرها بيد مجانين مثل “داعش” وأخواتها وبيد طغاة مثل الاسد وأعوانه. وممايثير الرعب أن الإنحدار يتفشى فوصل الى مرجعيات نتكل على وسطيتها. والفرق الذي نراه الآن بين داعش ومن يشبهها أن الاولى تتكل على تقنيات حديثة لبث الرعب فيما أشباهها يتكلون على تقنيات متخلفة لتحقيق مبتغاها في بث الرعب. أما لهذا الرعب من آخر؟ بالتأكيد هناك نهاية وأمثولاتها في التاريخ كثيرة وتفيد أن القاتل سيقتل وأن الضحية ستنتصر على الجلاد. وما نرجوه أن يتحقق ذلك ونحن أحياء.