Site icon IMLebanon

عبدالله لـ “الديار”: لا حلول في لبنان قبل التسوية في فلسطين الطائفيّة والمذهبيّة هي التي تُحدِث الاستعصاء السياسي 

 

يعتبر عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله أنه “من الخطأ ربط ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان بما يحصل في الإقليم وفي أي ملف آخر، فلبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة وأزمة نزوح سوري وأزمة مؤسّسات دستورية، وأيضاً أزمة الإصلاحات المطلوبة الاقتصادية والنقدية والمالية والاجتماعية والصحية”، ويشير لـ “الديار” إلى أن “كل هذه الملفات لا تتحمّل الانتظار، والوضع الداخلي لا يزال على حاله من الانقسام”، ويلفت إلى أننا “لم نرتقٍ كلبنانيين إلى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى، وربط هذا الاستحقاق بمستقبل الوضع في فلسطين مع حرب الإبادة التي تشنّها “إسرائيل” أو بالتسوية الإقليمية، فهذا تَرَف لا يحق لنا أن ننتظره”، ويشدّد على أنه “كان علينا انتخاب الرئيس في الثامن من تشرين يوم اندلعت الحرب في غزة، لتخفيف التشنّجات الداخلية كما حصل في “إسرائيل”، حيث لملموا أوضاعهم، ولكن لا يبدو أنه لدينا هذه المناعة الوطنية الداخلية”.

 

وعما يطرحه الموفدة الغربيون والعرب، يؤكد أن “أي موفد لا يمكنه الإتيان بضمانات “إسرائيلية” جدية، يأتون ويطلبون منا إجراءات أمنية في الجنوب، ومنهم من يتحدّث عن الأبراج، وآخرون يتحدثون عن تسليح الجيش اللبناني وزيادة عديده، هذا جيد ولكن مقابل ماذا، هل من ضمانات “إسرائيلية” بوقف اعتداءاتها وإعادة الأراضي المحتلة، فالضغط باتجاه واحد لن يوصل إلى أي مكان، وحزب الله كان واضحاً عندما أعلن أن لا تفاوض قبل وقف إطلاق النار في غزة، ما يعني أن كل هذا الكلام لا يقدّم ولا يؤخّر”.

 

وحول مخاوفه من حرب مقبلة على لبنان، يقول: “نحن الآن في حالة حرب، بالأمس حصل استهداف في منطقة جدرا على الساحل الشوفي أليست هذه حربا، وما حصل في النبطية منذ أيام واستشهد من استشهد، فكل ذلك يعني أننا في حرب قائمة، والفرق بين الحرب الشاملة والحرب المحدودة تخضع لهذه المعايير، أي ما يسمى بقواعد الاشتباك والمعاملة بالمثل، فهذه كلها تعابير عسكرية، وفي نهاية الأمر نحن في حرب حتى الآن محدودة، نأمل ألا نُستدرج في لبنان إلى حرب شاملة، لأن لبنان غير قادر على خوض هكذا حرب، وهذا الموضوع يجب أن يوجّه ليس إلى اللبنانيين، بل علينا معرفة النيات الإسرائيلية”.

 

وما إذا كان يرى لبنان على طاولة المفاوضات بعد انتهاء الحرب، يشير إلى أنه “قبل حصول أي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، الوضع اللبناني سيبقى معلّقاً، وهناك أيضاً تسوية سياسية معلّقة في سوريا، فهذه حدودنا، وليس بإمكاننا فعل أي شيء في ظل الجغرافيا السياسية للبنان التي ظلمتنا، فهناك معاناة دائمة، فالجنوب اللبناني يعيش حالة حرب، وفي شمالنا بلد فُرِضت عليه عقوبات أميركية، ونحن ندفع الثمن اقتصادياً وفي كافة التفاصيل، وكأن لبنان يعيش حالة حصار اقتصادي، والمسؤولين اللبنانيين يتصرّفون وكأن البلد بألف خير”.

 

وعن قراءته لما حصل في الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط، يلفت إلى أنه لم يتابع هذا الملف عن قرب، “كنت من ضمن الوفد مع الرفيق تيمور جنبلاط حيث زرنا ضريح الرئيس الشهيد في 13 شباط ووضعنا الورد عليه”.

 

وحول التمثيل السنّي في غياب الحريري، يرى أن “هناك افتئاتاً على حق الناس، لأن كل الناس تمثِّل، ومن يعجبنا ولا يعجبنا فاز في الانتخابات الأخيرة بأصوات الناخبين، فتعليق العمل السياسي والعودة عنه شيء، والافتئات على تمثيل أو كرامة النواب الحاليين أمر آخر، أنا شخصياً أرفضه”.

 

 

ولكن ألا ترى أن الساحة السنّية فقدت المكوِّن الأساسي الذي يمثّله تيار “المستقبل”، يجيب عبدالله “حبّذا لو أن كل الطوائف كالطائفة السنية تعيش هذا التنوّع، لأن البلوكات المذهبية والطائفية المسيطرة على الطوائف الأخرى، هي التي تحدث هذا الاستعصاء السياسي في البلد، فالتنوّع مريح، رغم أنني لا أقلِّل من أهمية وتمثيل المستقبل أو الرئيس سعد الحريري، على العكس، هو لا يزال القوة الأساسية، لكن هذا لا يجب أن يلغي الآخرين”.