Site icon IMLebanon

حسن فضل الله انفصال تام عن الواقع!

 

متنصلاً من بعض بنود اتفاق وقف إطلاق النار

 

 

ألقى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله كلمة في الحفل التكريمي الذي نظمه “حزب الله” في بلدة الدوير لشهداء معركة “أولي البأس”، تناول  قضايا محورية عدة تخص الوضعين اللبناني والسوري، بالإضافة إلى التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان والمنطقة.

 

لفت في كلمته محاولة “الحزب” التنصل من بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والتي كان قد وافق على بنوده، حيثُ سُمح للإسرائيلي البقاء في الجنوب 60 يوماً، وهذا أمر طبيعي نتيجة للخسائر الكبيرة التي مُني بها “الحزب” ولبنان معاً، فقال فضل الله مبرراً: “المقاومة كانت حريصة على الحفاظ على بنود الاتفاقات، لكنها لم تقبل بوقف الحرب “كيف ما كان”. وأوضح أن المقاومة رفضت الورقة التي تمّ تقديمها في بداية الحرب، وأجرت تعديلات على البنود التي كانت تعتبرها غير كافية لتحقيق حماية لبنان وضمان استقرار الأوضاع. إذاً، المقاومة مشكورة، عدّلت واجتهدت وسعت لحماية لبنان واستقرار الأوضاع.. “ما علينا”.

 

 

 

في خطاب فضل الله أيضاً ما هو مستفز لعدد كبير من اللبنانيين، من ضمنهم البيئة الحاضنة لـ “حزب الله” وجمهور “لبيك نصرالله”، حين قال: “لبنان لا يمكنه الاعتماد على أي طرف آخر لحمايته غير المقاومة وسلاحها”. هذا الكلام يستدعي طرح العديد من الأسئلة إلى فضل الله، هل فعلاً مقتنع شخصياً بهذا التصريح الحالم؟ ألا يستحق ما حدث وما يحدث لـ “الحزب” وأنصاره تعديلاً طفيفاً في الخطاب المنفصل كلياً عن الواقع؟ كيف حمَت المقاومة سكّان الضاحية الجنوبية لبيروت؟ هل شاهد كيف تشردوا؟ وماذا كانوا ليفعلون لولا تكاتف المجتمع اللبناني حولهم خصوصاً في المناطق التي يعتبرونها ذات ميول سياسية مختلفة ويصنفون أهلها على أنهم أعداء وعملاء؟ كيف حمى “الحزب” أمينه العام وعموده الفقري السيد حسن نصرالله؟ كيف حمى “الحزب” خليفته السيد هاشم صفي الدين الذي بقي حيّاً تحت الأنقاض لثلاثة أيام قبل أن يفارق الحياة مع 7 من كوادر “الحزب”… لائحة الشهداء تطول، فكيف لـ “حزب” لم يستطع حماية جماعته أن يحمي لبنان؟ المطلوب قليل من الواقعية والمنطق في تحليل المشهد السياسي لمواكبة الحد الأدنى من التغيرات الاستراتيجية الحاصلة على صعيد المنطقة ككل.