لا تزال الأولوية للوضع الأمني والعسكري في الجنوب، بحسب ما يتم تلمّسه من مواقف ومعلومات مستقاة من لقاءات الموفدين الأوروبيين إلى بيروت، وذلك على حساب الملف الرئاسي الذي لا يزال على حاله من التعثّر.
وفي هذا السياق، أكد النائب “التغييري” ابراهيم منيمنة لـ “الديار” “أننا اليوم أمام محاولة تكريس قواعد إشتباك بين العدو الإسرائيلي وحزب الله، لا سيما وأن “الإسرائيلي” بالوضع المتأزِّم لبنيامين نتنياهو سياسياً، وحالة العدائية المتزايدة لديه، يحاول جرّ حزب الله إلى مواجهة مستفيداً من الغطاء الغربي والشعبي المتوفّر إعلامياً، ويحاول توسيع جبهات الحرب بهدف تحقيق انتصار ما، لأنه حتى اليوم لم يتمكن من تحقيق أي انتصار، أو أي ترجمة سياسية للهجمات العسكرية التي ينفّذها”.
وشدّد على أن “الإسرائيلي يرتكب حملات إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وحركة حماس لا تزال مستمرة، مع الأسف أن المدنيين الفلسطينيين هو من يتلقّون القصف والقتل والتدمير، والإبادة الجماعية والإجرام على كافة المستويات، لكن في السياسة لا شيء تبدّل، لذا هو يحاول التوجّه نحو جبهات أخرى، علّه يتمكّن من تحقيق انتصار ما يجعله يستمرّ سياسياً”.
وعن سياسة الإغتيال التي يعتمدها العدو، لفت إلى أنها “جزء من محاولة الإستفزاز والإستدراج لفتح جبهة أوسع جنوباً في لبنان”.
وحول إمكانية اشتعال الجبهة الجنوبية، أشار إلى أنهم بالفعل يخوضون حرباً جدية مع لبنان، “ومن المحتمل أن تعنف هذه المعارك، وكما قلنا إن العدو يبحث عن أي مخرج للهروب إلى الأمام لتحقيق انتصار ما، لا سيما وأنهم يعتبرون أن لبنان بوضعه الداخلي المتأزِّم والإنقسام العامودي الحاصل فيه والخلافات السياسية ووضعه الإقتصادي المنهار، قد يكون بمثابة لقمة سائغة، ويحاولون الإستثمار في هذا الموضوع، لذلك نحن ندرك مدى الهمجية الإسرائيلية، التي لا تنتظر أصلاً ظروفاً معينة للإنقضاض على لبنان، وتاريخياً نحن اختبرنا هذه الأداة الإجرامية وهمجيتها”.
وبالنسبة لما يحصل من حراك في الملف الرئاسي، قال: “حتى الآن التركيز في هذه اللقاءات الديبلوماسية يتركّز على تجنيب لبنان أي حرب، وعدم إعطاء نتنياهو أي فرصة للإنقضاض على لبنان، وهناك ضغط من الدول الغربية على العدو الإسرائيلي للجمه وعدم توسيع الحرب لتشمل لبنان، لأن ذلك قد يجرّ المنطقة بأكملها إلى مكان مخيف قد لا تكون محسوبه عواقبه، وبالتالي كل اللقاءات الديبلوماسية حسبما يردنا تركّز على عدم الإستجابة للإستفزازات والإعتداءات الإسرائيلية، وقد يكون هناك بحث بسيناريوهات ما بعد الحرب، لكن ذلك يبقى في إطار الأفكار، وحسبما عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن النقاش حول وضع الجنوب والحدود لا يمكن أن يحصل في ظل التهديد العسكري الإسرائيلي”.
وعما يؤخّر في اعتماد سيناريو التمديد لقادة الأجهزة الأمنية في الملف الرئاسي، رأى أنه “في حال دعا الرئيس نبيه بري إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس جمهورية، وجرى التشاور بين الدورة الإنتخابية الأولى والثانية نقاش بين الكتل النيابية على أن يبقى النواب حاضرين داخل القاعة العامة، ساعتئذٍ يمكن الوصول إلى انتخاب الرئيس العتيد، وهذا ما يقول به الدستور، لأن لا حلّ آخر، إذ لا يوجد أي مانع اليوم بالذهاب مباشرة إلى هذا السيناريو ونعمل على تطبيقه، وعملياً نكون قد طبّقنا الدستور”.
وما إذا كانت الرئاسة في لبنان تنتظر الميدان في غزة والجنوب، أكد منيمنة وجود رابط حقيقي بين ما يحصل في غزة والجنوب وملف الإستحقاق الرئاسي، “لأنه بطبيعة الحال عندما يتم تدويل هكذا استحقاق وتتداخل القوى الإقليمية والدولية مع المحلية في هذا الإستحقاق ما قبل 7 تشرين الأول، لا يمكن أن نعود ونقول أن هذا الإستحقاق هو ملف محلي، إنما على العكس فهو سيزداد تعقيداً بسبب التدخلات الدولية والإقليمية وتعقيداته، لذا، ومع الأسف لا يزال هذا الملف جزء من التعقيدات الإقليمية”.