أسمح لنفسي، كمواطن لبناني، دفع ويدفع يومياً ثمن مشروع ليس له علاقة به، بل إن هناك من استغل نقطة ضعف عند الشعوب العربية، نحو قضية وطنية اسمها قضية الشعب الفلسطيني…
والعالم العربي والإسلامي كله يعتبر هذه القضية هي قضيته الأولى وطنياً ودينياً، أن أوجّه أسئلة الى مقام مرشد الثورة الإسلامية السيّد علي خامنئي.
لقد جاء مشروع ولاية الفقيه ليقول لنا إنّ مع القضية الفلسطينية، من أجل ذلك قام بالأمور التالية:
أولاً: أقفل السفارة الإسرائيلية في إيران، وأقام مكانها السفارة الفلسطينية.. وهذه كانت أوّل سفارة لفلسطين في العالم.
ثانياً: إنشاءه فريقاً مسلحاً أطلق عليه اسم «فيلق القدس» وهو تابع للحرس الثوري، وكلمة القدس وحدها تكفي لدغدغة عواطف وشعور المسلمين، وعيّـن اللواء قاسم سليماني من الحرس الثوري قائداً لهذا الفيلق.
ثالثاً: رفع شعارات تستهوي الشعوب العربية الوطنية، مثلاً: «الموت لأميركا» «الشيطان الأكبر» ولإسرائيل «الشيطان الأصغر».
رابعاً: حاصر السفارة الاميركية في طهران لمدة 444 يوماً، حتى جاء عهد الرئيس رونالد ريغان الذي هدّد بأنه سيزيل إيران من الخارطة إذا لم يُفَك الحصار عن السفارة الأميركية في طهران، وهكذا انتهى الحصار.
وأذكر أن أوّل عمل قام به مرشد الثورة الإيرانية الإمام آية الله الخميني، إعلان الحرب على العراق تحت شعار التشييع، والبقية معروفة، إذ بعد 8 سنوات حرب دُمّر خلالها الجيشان العراقي والإيراني، وخسرت كل دولة منهما 1000 مليار دولار، انتهت الحرب. والأنكى أن الإمام الخميني قال عند توقيع اتفاقية السلام إنه يتجرّع كأس السمّ.
بعد انتهاء حرب العراق – إيران عام 1988… لا أعلم كيف اتخذ الرئيس العراقي صدّام حسين في آب عام 1990 قراره بغزو الكويت؟.. وهو ما حقق أمنية لأميركا، إذ طُلب منها أن تساعد في عملية تحرير الكويت، وهو ما أدى الى تدمير الجيش العراقي مرّة ثانية… حيث ظلّت العراق تعاني الأمرين بسبب الحصار الذي فُرض عليها عقاباً على ما قام به الرئيس صدّام حسين. والمصيبة أن العقاب جاء على الشعب العراقي لا على الرئيس صدّام ولا على أركان حكومته وحزبه.
على كل حال، جاء الرئيس جورج بوش وقرّر غزو العراق متذرّعاً بـ3 ذرائع:
الأولى: وجود أسلحة دمار شامل.
الثانية: وجود تنظيمات إرهابية داخل العراق.
الثالثة: الشعب العراقي يطالب بالديمقراطية والحرّية.
والمصيبة، كما جاء في نشرة «كريستشن ساينس مونيتور» ان كل هذه الإدعاءات كنت كاذبة، ودُمّر العراق… ويكفي ان بول برايمر، الحاكم العسكري للعراق المعيّـن من قِبَل القيادة الاميركية، حل الجيش العراقي وتركه في الشارع بدون اي رواتب.
وهكذا دخلت اميركا، لتدمر العراق وتسلمه لايران التي كانت تنتظر الفرصة لتقسيمه، والأنكى من ذلك، قيام تنظيمات شيعية متطرّفة هدفها الوحيد القضاء على الطائفة السنّية.
المستفيد الوحيد من ذلك كان مشروع ولاية الفقيه… واليوم، للأسف، نجد العراق الذي هو من أغنى دول العالم على صعيد البترول والغاز والزراعة والقوة البشرية، يعاني عدم وجود الاستقرار الأمني، والدولة صارت مقسّمة الى دويلات، والشعب يعاني الفقر بسبب هدر ثروة العراق، جرّاء الفساد والفاسدين، ويكفي ان اللواء قاسم سليماني كان يصرف أموالاً طائلة على مشروع ولاية الفقيه، فهو دفع المليارات في سوريا الى روسيا كي تساعد بشار الاسد من أموال العراق، ودفع لتنظيمات موالية كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، كلها من مال الشعب العراقي.
بعد هذه المقدمة، لا بدّ من طرح الأسئلة التالية:
أولاً: هل حاربت إيران إسرائيل، ولو مرّة واحدة؟ الجواب طبعاً معروف: وهو كلا. وعلى سبيل المثال يكفي أنّ 300 صاروخ أطلقتها إيران على إسرائيل كانت قد أعلمتها بموعد إطلاقها وأماكن توجهها، وهي حدّدت ساعة وصولها.. والمصيبة الكبرى أنّ هذه الصواريخ لم تصب أي شخص.. وكما قلت سابقاً، أظن ان هذه الصواريخ هي من عند «قيصر عامر».
ثانياً: اغتيل القائد والزعيم الفلسطيني اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز (يوليو) 2024، وحتى تاريخه لا تزال الجهة التي نفذت العملية مجهولة.
ثالثاً: عملية الـ «بيجر»، فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن معلومات مفادها أن إسرائيل هي التي فخخت أجهزة الاتصال التي انفجرت بعناصر حزب الله، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين أن إسرائيل أخفت متفجرات داخل دفعة من أجهزة اتصال «بيجر» تايوانية… كما ذكرت الصحيفة أن بعض هذه الأجهزة بيع أيضاً في إيران.
رابعاً: إني مع مساندة الحزب لإخوانه الفلسطينيين… ولكن هذه المساعدة يجب أن تكون ضمن طاقة «الحزب» وقدرته، وقد جاء هوكشتاين ثلاث مرّات الى بيروت، وكانت الأمور جاهزة لعقد اتفاق هو لمصلحة كل اللبنانيين.. فلماذا رفض؟ ومَن رفضه؟ مع العلم أن الرئيس نبيه بري نصح الجميع به.
خامساً: عندما حصلت إسرائيل على القنابل الخارقة للخنادق، هذا يعني أن حياة السيّد حسن نصرالله باتت بخطر… فلماذا لم يختبئ في مكان آمن؟
سادساً: إعطاء 6 مليارات دولار لإيران عن طريق قطر، ماذا يعني؟
سابعاً: موضوع الملاجئ المطروحة من أيام الفلسطينيين، خصوصاً عند إطلاق أول صاروخ يهرب اليهود الى الملاجئ، فأين الملاجئ للشعب اللبناني؟
نكتفي بهذه الأسئلة ولا يزال عندنا الكثير.