نشكر جميل السيّد الذي جاء الى النيابة بطلب من المجرم بشار الأسد الى السيّد حسن نصرالله بأن يكون الشيعي الرقم 27 جميل السيّد نفسه.
وعندما سألنا الرئيس نبيه بري: مَن هو الرقم 27؟ أجاب إنّ السيّد نصرالله اتصل به وطلب منه أن يكون جميل السيّد بدلاً من عاصم قانصوه، كون المركز هو لـ”حزب البعث” (السوري).
أوّلاً- صحيح أنّ قانصوه لبناني ولكن السؤال الذي يطرح ذاته: لماذا يطلب رئيس جمهورية غير لبناني تعييـن نائب (يعني مشرّعاً) في مجلس النواب لمصلحة سوريا؟
فأين الوطنية؟ وأين كرامة الوطن والمواطن عندما يأتي نائباً مَن يكون مسؤولاً في السلطة التشريعية بتوصية من رئيس بلدٍ خارجي؟
ثانياً- بصراحة، ولا نقول وقاحة، اعترف جميل السيّد أمام المحكمة الدولية في لاهاي بأنه قبض 5 ملايين دولار من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأين قال السيّد هذا الكلام؟ قاله أمام المحكمة التي أُنشئت لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الشهيد الكبير.
والسؤال الآخر الذي يطرح ذاته: هل أدلى بهذا الإعتراف دفاعاً عن نفسه بدعوى أنه كيف يقبض الملايين ثم يسهم في عملية اغتيال الشهيد؟ أي انه يبحث عن ذريعة براءة.
ثالثاً- نريد أن نسأل النائب المحترم الذي قبض خمسة ملايين دولار: هل يمكن أن يقول لنا: لماذا قبض هذه الملايين الخمسة؟ وما هي الصفة التي تخوّله أن يقبض هذا المبلغ الكبير من رئيس حكومة لبنان؟
رابعاً- هل وضع جميل السيّد الملايين الخمسة في صندوق الأمن العام أو هل أودعها المصرف لحساب الدولة اللبنانية؟ وهل اطلع رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ووزير الداخلية على هذا المبلغ الذي قبضه؟
خامساً- أفرجت المحكمة لجميل السيّد عن نحو 25 مليون دولار ويعترف بها جميل كونها كانت مجمّدة طوال فترة احتجازه… فهل يخبرنا من أين جاء بهذا المبلغ الضخم؟
سادساً- يقول جميل السيّد إنّه تقاضى من الرئيس عصام فارس والرئيس رفيق الحريري هذه المبالغ… ثم لماذا قبض من عصام فارس؟ وكيف سمح لنفسه أن يقبض…؟ ثم هل أنّ الـ25 مليوناً من فارس والحريري وحدهما؟ وهل سواهما من دفع له…؟ ثم لماذا ومقابل أي شيء تُدفع له هذه المبالغ…؟ ربما بدل تجديد جواز سفر!
أين الدولة؟
وأين مكافحة الفساد؟
أحدهم يعترف بقبض هذه المبالغ ثم يأتي نائباً على لائحة “حزب الله” الذي يرفع شعار مكافحة الفساد؟ أهكذا يكافحون الفساد؟
