الكلام الذي اطلقه الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه في ذكرى «الشهداء القادة» عماد مغنية والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وتناول فيه كافة المجريات في المنطقة في المعركة ضد الارهاب التكفيري المتمثل بتنظيمي «داعش و«النصرة» ومشتقات «القاعدة» جميعها ان دل على شيىء فعلى عمق معرفة السيد نصر الله بالميدان ومجرياته، ولعل ما توقف عنده الكثير من المراقبين دعوته الى التنسيق بين السلطتين اللبنانية والسورية من خلال الحكومتين والجيشين قبل ذوبان الثلوج في جرود القلمون ما يؤكد بشكل لا لبس فيه بان الربيع سيكون ساخنا جدا في المواجهات العسكرية في منطقة البقاع الشمالي، وفق الاوساط الضليعة في الميدان العسكري.
فاذا كانت بعض الجهات المحلية قد توقعت بان الثلوج والصقيع كفيلان بالقضاء على المسلحين الارهابيين، فان المجريات اثبتت ان الطقس البارد وتكون الضباب لعبا دورا بارزا لصالح التكفيريين، كونهم ادرى بشعاب وبحدود القلمونية، فاستغلوا هذا العامل لشن هجوم بهدف احتلال تلة الحمرا المشرفة على بلدة رأس بعلبك كونها نقطة استراتيجية بالغة الاهمية ولو سقطت بيدهم لاستطاعوا السيطرة بالنار على معظم بلدات البقاع الشمالي، ولاقتحموا رأس بعلبك والقاع وارتكبوا المجازر بالمسيحيين كما فعلوا في سوريا والعراق وليبيا وفق الاوساط نفسها، ولكن بسالة الجيش اللبناني ومدفعيته حالتا دون ذلك واوقعتا في صفوف المهاجمين عشرات القتلى والجرحى وكالعادة قدمت القوى العسكرية ثلة من الشهداء على مذبح الوطن فداء للبلدات المستهدفة.
وتضيف الاوساط انه من غرائب الزمن ان يتم الاتفاق بين معظم الدول على محاربة الارهاب التكفيري من خلال ما يسمى «التحالف الدولي لمكافحة الارهاب» ورفض دول التحالف مشاركة الجيش السوري بذلك علما انه الوحيد في الميدان الذي يقوم بذلك بالتعاون مع «حزب الله» والحرس الثوري الايراني، والاغرب من ذلك منع لبنان من التنسيق مع سوريا لمكافحة «داعش» و«النصرة» والقضاء على التكفيريين في جرود القلمون وعرسال ورأس بعلبك ولعل من المضحك – المبكي ان يمتنع لبنان عن قبول المساعدات العسكرية المجانية من ذخائر وصواريخ عرضتها عليه الجمهورية الاسلامية في ايران خشية اثارة الغضب الاميركي والاوروبي في آن، ومن الجدير ذكره ان دمشق لم تبخل على لبنان بالدعم العسكري ابان معركة «نهر البارد» حيث قدمت ما احتاجه الجيش اللبناني من قذائف وقطع غيار للدبابات من طراز ب54 و55 عبر مكتب التنسيق بين الجيشين في العام 2007 على الرغم من القطيعة بين الحكومتين اللبنانية والسورية.
وتقول الاوساط ان معركة الربيع باتت على الابواب في القلمون حيث تشير المعلومات الى قيام «داعش» و«النصرة» بمزيد من حشد المقاتلين القادمين الى الجرود من ريف حمص، وان معارك الجنوب السوري حيث يسجل الجيش السوري تقدما سريعا وملموسا، بالاضافة الى الهزائم المتتالية «لداعش» في العراق، ستترك تداعيات كثيرة وكبيرة على الساحة المحلية وتضعها على فوالق زلزالية كساحة متلقية للتكفيريين الذي وجدوا في عرسال ومجدل عنجر والمرج وطرابلس و«عين الحلوة» مجموعات حاضنة وحامية لهم وهم من الخلايا النائمة التي يتم ايقاظها وفق البوصلة التكفيرية، ناهيك بمخيمات النازحين السوريين ومعظمهم متعاطفون مع «داعش» ومشتقاتها وتشكل هذه المخيمات محطات استراحة للكثير من المقاتلين التكفيريين تحت عباءة النزوح واللجوء هربا من النظام السوري.
وتشير الاوساط الى انه مع ذوبان الثلج يستعد «داعش» و«النصرة» للمعركة التي لن تنحصر في جرود عرسال والبقاع الشمالي، بل سيكون لها تداعيات في البقاعين الاوساط والغربي خصوصا وان المجموعات التكفيرية في الزبداني قد تفتح جبهة للتخفيف عن القلمون بهدف تشتيت القوى العسكرية وبعثرة جهودها في وقت لا يزال لبنان ينتظر وصول الاسلحة الفرنسية من الهبة السعودية من قاذفات ودبابات حددت باريس الاول من نيسان بداية لتسليمها عسى الا يكون التاريخ المذكور «كذبة نيسان».