IMLebanon

نصرالله يهزُّ العصا شمال فلسطين.. وهدهد المقاومة إلى من يهمّه الأمر

بمزيد من التوجس والإرباك، تلقّى قادة الكيان الإسرائيلي رسائل هدهد المقاومة الجوية فوق مدينة حيفا المحتلة، وفي كل مناحي الانتشار العسكري بجميع القطعات البحرية والجوية وسلاح المدفعية، حتى مساكن قادة الجيش الإسرائيلية؛ بالإضافة الى المستوطنات، حيث بلغ الذعر ذروته داخل الكيان وما يخفى أعظم.
ترافقت هذه الرسائل المحمولة عبر تقنيات المسيّرات التي استطاعت التحليق على علو منخفض يكاد يلامس الأرض وما حملته من تفصيل، مع رسائل متلفزة بعث بها أمين عام «حزب الله» الى من يهمّه الأمر داخل الكيان وخارجه، حيث كشف عن غيض ما لدى المقاومة من فيض جهوزية بشرية وتسليحية جاهزة لأي مواجهة قد تشهدها جبهة جنوب لبنان مع شمال فلسطين المحتلة، وصولا الى عمق مدن الكيان من أدناها الى أقصاها بكل مرافقها الحيوية وبناها التحتية.

هذا وقد اعتبرت الأوساط المتابعة، بأن كلام «نصرالله» هو الأهم، وربما الأخطر منذ إعلان المقاومة عن فتح جبهة الإسناد والدعم لمقاومة غزة والشعب الفلسطيني، في الثامن من تشرين الأول الماضي، حيث استوقفت مواقف السيد حسن نصرالله شرائح واسعة من المتابعين في الداخل والخارج؛ منذ خطابه الأول الذي كسر فيه صمت أسابيع طويلة من الحرب، والذي ترك فيه كما بات معلوما الكلمة الأولى والأخيرة للميدان، في معادلة التزم بها في كل مواقفه المتتالية حتى لحظة الخطاب الأخير.
من هنا قرأت الأوساط المتابعة اختلافا في المعادلة شكلا ومضمونا، وهو ما عززه ربما بتوقيته حيث أتى بعد جولة من التصعيد، وُصفت بالأعنف، في خطّ المواجهة على طول الحافة اللبنانية مع شمال فلسطين المحتلة. وبعد ساعات على زيارة المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين إلى بيروت، التي وصفها متابعون بانها تحمل الإنذار الأخير، بالتزامن مع عرض الإعلام الحربي للمقاومة للفيديو الذي كشف النقاب عن طائرة الهدهد الاولى والثانية والتي حملت عنوان لمن يهمّه الأمر، في تهديد واضح لأركان جيش العدو الإسرائيلي، بدءا من وزارة الحرب وليس انتهاءً بباقي المرافق التي قد تجعل من كيان العدو كيانا ورقيا أوهن من بيت العنكبوت.

تقول الأوساط المتابعة يمكن قراءة خطاب السيد نصر الله من أكثر من زاوية، وقد يكون أبرزها رسائل الردع للجانب الإسرائيلي، وهي رسائل تأتي لتكمل تلك الرسائل التي تولّت مسيّرة الهدهد توجيهها على الأرض.
فبحسب الأوساط نفسها ينبغي مقاربة خطاب السيد نصر الله بوصفه رادعا، ليؤكد أن في جعبة الحزب الكثير مما يفترض أن يجعل الإسرائيلي يفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على أيّ هجوم ضد لبنان. من هنا أراد أمين عام حزب الله التأكيد على القدرات التكنولوجية والاستخباراتية لدى المقاومة، التي تمتلك من المعلومات عن المواقع الإسرائيلية الحسّاسة في المستوطنات ما لا يعلمه كثيرون من الإسرائيليين أنفسهم؛ ليكون كلامه عن قوة المقاومة في الوقت الحالي، غير مسبوق في كل الحروب السابقة، حتى تلك التي نشبت عام 2006. وهكذا يؤكد السيد نصر الله مجدّدا المعادلة القائلة لا نريد الحرب، لكننا جاهزون لها، ولدينا أكثر مما نحتاجه لخوضها وعلى مديات زمنية طويلة.

في النتيجة يمكن أن نسجل تفوّقا واضحا في الحرب النفسية التي يقرنها «حزب الله» بالفعل الميداني، على التهويل الإسرائيلي مع عدم استبعاد النوايا العدوانية القائمة، والتي قد تدفع بكيان العدو لبدء المواجهة الواسعة في مغامرة غير محسوبة النتائج وما ترتّب من تداعيات قد تتجاوز جبهة الجنوب الى باقي دول محور المقاومة، وهذا ما تخشاه الإدارة الأميركية التي دفعت ببعض أساطيلها نحو البحر الأبيض المتوسط بالتزامن مع تحذيرات عدد من الدول لرعاياها في لبنان لضرورة المغادرة. ما رأى فيه مطّلعون ان ما يجري وان كان إجراء عاديا إلّا انه يحمل في طياته تسريبات مرتبطة بالأجواء التي أشاعها هوكشتاين عن إمكانية تفلّت الميدان من ضوابط ما يسمّى بقواعد الاشتباك.