IMLebanon

فخامة الرئيس… وحبوب منع النوم

… «ناموا وأبوابكم مفتوحة» عبارة لفتَتْني جداً فالتقطُّها من الكلمة التي وجهها الرئيس ميشال عون من «بيت الشعب» في بعبدا الى شعب لبنان العظيم، بعد انتخابه رئيساً.

وهذه العبارة التي تصحّ أن تكون برنامجاً للعهد، هي المفتاح السحري لشعب لبنان العظيم الذي طالما عانى من مآسي القهر النفسي والتقهقر الوطني والقلق المصيري.

الرئيس سليمان فرنجية خاطب اللبنانيين في مستهل عهده بالقول: … «إتركوا أبوابكم مفتوحة…» فعاكسته الرياح العاصفة من كل صوْب، فلم تترك باباً مغلقاً أو مفتوحاً إلّا حطّمته. واللصوص الذين ضاقت بهم الأبواب قفزوا من النوافذ، وما اقتدى المؤمنون منهم بقول القرآن: «أدخلوا البيوت من أبوابها…».

على منابر الحكم، كلُّ الألسنة تُحسِن الثرثرة، فليس المهم أن يقال: بل المهمّ مَنْ الذي يقول، ومن الذي يقول ويفعل.

الرئيس ميشال عون قالها بلغة الواثق فأكّد من باحة القصر «أنَّ أي مسؤول لن يستطيع أن يخرق الدستور من الآن وصاعداً وأنّ الفساد سيُسْتأصل».

هذه الدولة التي تلطَّخت فيها الرؤوس الكبيرة والصغيرة بالفساد حتى أصبحت مغارة للصوص وشهوة مستباحة للنفوس، باتت تحتاج الى جنرال حازم ومستبدّ عادل، تقلَّد المسؤولية قسَماً على حد السيف، بل هي تحتاج الى ديمقراطية عسكرية إذا صحّ التعبير، وحين يقول الجنرال عون في كلمته «بالسياسة الثقافية» فلا خوف معه على السياسة من العسكرة.

«ناموا وأبوابكم مفتوحة» كلام موجَّه الى الشعب، أما المسؤولون فعليهم أن يسهروا وأعينهم مفتوحة، وأن يتناولوا دائماً حبوب منع النوم ليكون السهر وعياً على مصالح الدولة وشؤون الناس ولا يكون شبيهاً بأَرَق الشاعر الأعشى الذي قال:

أرِقْتُ وما هذا السهادُ المؤرِّقُ وما بيَ من داءٍ وما بيَ معْشَقُ وحين قيل للملك كسرى إنَّ الشاعر الأعشى زعَم أنه سهر من غير مرض ولا عشق قال كسرى: «هذا إذاً… لص».

فخامة الرئيس:

إذا تعذَّر فتْح أبواب المحاكم أمام قانون محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب لفتح الجيوب المنتفخة بالورم الحرام، فاجعل إذاً أبواب بيوتهم مفتوحة على غرار ما لحظَتْهُ الأنظمة اليونانية في جمهورية أفلاطون، «حيث كان يُفْرضُ على المسؤولين أن يُبْقوا أبوابهم مفتوحة ليل نهار حتى يتأكّد أبناء «أثينا» أن الحكام لا يستبدلون أثاث بيوتهم، ولا يخبئون الذهب والفضة في الصناديق، وإذ ذاك يمكن التأكد من نزاهتهم…»