IMLebanon

فخامة الرئيس…  من أنت؟!

في غضون أربعة أيام تاريخية، ودّع لبنان كبيرا من رجالاته في الفن والموسيقى والغناء هو الموسيقار ملحم بركات، واستقبل كبيرا من رجالاته في الوطنية والسياسة والنضال هو فخامة الرئيس العماد ميشال عون. ما جمع بين الرجلين فكر حر ومتمرّد على كل ما علق بالفن والحياة من المظاهر البالية بالنسبة الى ملحم بركات، وكذلك ما علق منها بالسياسة والحياة بالنسبة الى العماد عون. وكما دخل ملحم بركات قلوب اللبنانيين بعفوية وصدق وأبكاهم دمعا مدرارا في رحيله، كذلك دخل العماد عون قلوب اللبنانيين بعفوية وصدق، وأبكاهم فرحا بانتخابه رئيسا. وفي حياته، أنشد ملحم بركات أغنيته الشهيرة مع وصول العماد اميل لحود الى الرئاسة، من فرح الناس عرفنا… انك جايي عرفنا. ولو أمهله القدر بعض الوقت لكان أنشد للرئيس العماد ميشال عون، رائعة أخرى من ابداعه وفيها أيضا: من حلم الناس جايي، من همّ الناس جايي. من جرح الناس جايي… مرفوع الراس.

***

ركّزت وسائل الاعلام على مسيرة نضال العماد عون الطويلة وبخاصة في السنوات الست والعشرين الأخيرة، وظهرت فيها وجوه عديدة لشخصية واحدة تتميّز بالصلابة والمثابرة والعناد في الاصرار على تنفيذ القيم الوطنية والاصلاحية، وفي تلك المسيرة الكثير من الألم والتضحيات والدماء والدموع. ومع انفجار الفرح على الأرض والأسهم النارية في السماء بدا وكأن الحدث هو تخليد انتصار نضال انسان فرد ارتقى الى رتبة الزعامة الشعبية. في غفلة هذه الفرحة العفوية العارمة، ربما غاب عن البال أن مسيرة عون النضالية ركّزت على محاربة كل آلهة التمر من الزعامات المغشوشة والموروثة، وان آخر ما يريده العماد عون في لحظة تتويج هذا النضال، أن يتحول هو الى إله تمر آخر! والوجوه العديدة التي ظهرت في تاريخه النضالي ينبغي ألا تحدث أي التباس في حقيقة الشخصية الواحدة التي يحملها. ولا يجوز التساؤل: أي ميشال عون سيكون بعد انتخابه رئيسا للجمهورية؟ أو أن يكون السؤال: فخامة الرئيس… من أنت اليوم؟!

***

عندما يتم التكليف وتشكيل الحكومة ضمن الوقت الطبيعي، وتنال الحكومة الثقة وتنطلق للعمل بسرعة لتعويض ما فات ويتم إقرار قانون انتخاب جديد ويكون مقبولا بمقياس التمثيل الصحيح، وتجري الانتخابات النيابية في الوقت الطبيعي أيضا، عندها فقط يتنفس لبنان بارتياح، ويعرف ان العهد قد أقلع بسلام وأمان…