Site icon IMLebanon

هل شاهدتم “ام.تي.في” من “علياء” كراسيكم؟

 

لم تحقق محطة “ام.تي.في” في “التيليتون” سبقاً إعلامياً فحسب، فامتزاج صدقية المحطة بنجومية مارسيل غانم جعل خطوتها إنجازاً وطنياً كبيراً أيضاً.

 

مؤثرة هذه العاطفة التي دفعت كباراً وصغاراً الى التبرّع بكثيرٍ أو بنزرٍ قليل. فاللبنانيون اكتشفوا مجدّداً أن لا فرق بين لبناني ولبناني في مواجهة عدو شرس غير مرئي، وأيقنوا أنّ الخلافات مهما كبرت، هي شأنٌ صغير، وجلّها صغارات أمام خطر يهدّد عموم الشعب.

 

لم نفاجأ، لكننا أيقنَّا كم أن المواطن بات بعيداً من دولته. فما كشفته “ثورة 17 تشرين” عمَّقته “ام.تي.في”. وهو أنّ السلطة في وادٍ وأهل البلد في وادٍ آخر، وأنّ ما زرعته الطبقة الفاسدة على مدى ثلاثة عقود حصدته انفضاضاً من حولها حتى في أصعب اللحظات.

 

“نتبرع لحملتكم لأننا لا نثق بدولتنا”. كان ذلك لسان حال متصلين. إعلان يدفع الى المرارة والحزن وليس الى الشماتة. فوقت الكورونا العصيب هو وقت العناية بالناس. هو وقت الدول القادرة والمتماسكة التي بنت مؤسساتها الصحية والأمنية والإدارية وامتلكت الجاهزية ضد نوائب الدهر وكسبت ثقة شعبها بالممارسة والأفعال.

 

الكورونا أكبر من دول متقدمة وأكبر من لبنان. مفهوم. لكن أن تأتينا ونحن في أسوأ استعداد، فالمسؤولية واضحة. ولنفترض أننا لم نتعرض لكورونا بل الى زلزال مدمر كبير، وهو احتمال قائم علمياً في لبنان، فأين الاستعدادات؟

 

تريد السلطة الفاسدة ان تحتمي خلف الوباء لتبرير العجز. “شفناكم فوق وتحت”. عجزتم عن اطفاء الحرائق التي اندلعت صيفاً، وطائرات الإطفاء كانت بلا صيانة، فيما كنتم تملأون جيوبكم وجيوب زعران المصارف من أموال المودعين.

 

رأينا خُطَبكم ومراجلكم وأطماعكم. هذا يريد وراثة الكرسي مهما زرع من فتن، وذاك يريد تحرير الكون انطلاقاً من لبنان، ثم شاهدنا النتائج. تفليسة أنتم وبطانتكم أبطالها. ثم تأتون اليوم عبر “كابيتال كونترول” أو أساليب احتيالية أخرى لتدفِّعوا الناس ثمن ارتكاباتكم.

 

في اليومين الماضيين قال كثيرون: “ام.تي.في” دولتنا. ورغم بساطة التعبير فإنه معبّر الى حد بعيد. وخلاصته ان السلطة التي لم تكن مؤهلة لادارة الاقتصاد لن تستطيع ادارة كارثة مثل كورونا. هذا لا يطعن بوجوب التضامن الوطني لكنه يدعو، على الأقل، الى وجوب اعادة تشكيل الهيئة الوطنية لادارة أزمة الكورونا لتضم وجوهاً أكثر فعالية.

 

مثالان كي نُبَسِّط ولا نمعن في التفصيل: هناك فرق بين مهنية وفهم وزير الصحة السابق محمد جواد خليفة وبين قدرات حمد حسن المتواضعة وغير المتوازنة. كذلك بين “دردشات” “زلمة المصارف” وزير الاقتصاد راوول نعمة وبين وطنية وعلمية نعمت افرام. أليس كذلك؟

 

كورونا ليست مسألة أسابيع أو أشهر قليلة. ومهما خلصت نوايا حكومة دياب، فإنها بتركيبتها وولائها المعروف ستنوء بالحمل ولن تستطيع الحصول على ما يكفي من المساعدات. فإذا كانت عاجزة هنا ومنزوعة الثقة من الناس هناك، يسهل الاستنتاج.

 

تحية الى “ام.تي.في”. صوت الأحرار في زمن الوصاية، وصوت كل مواطن في الملمّات.