في «سرديته» الأخيرة بعد ظهر الجمعة، اخرج المرشد الأعلى للجمهورية موضوع رئاسة الجمهورية من حرب «الإشغال» و»الإسناد « التي تخوضها المقاومة الإسلامية في لبنان نصرةً لغزة مؤكداً أن «سلاحها ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان» لكن سماحة المفتي أحمد قبلان له رأي آخر. مستعجلاً بدا على الإستثمار الفوري في الحرب فأصدر بياناً مدروساً ومكثّفاً جاء فيه أن «المطلوب وطنياً تسوية رئاسية إنقاذية لأن العالم غابة وحوش ولا بد من تكريس القوة الوطنية العادلة ومنع لعبة المذابح العسكرية والسياسية، لأنّ العدل بلا قوّة لا نتيجة فيه، ولولا مبدأ العين بالعين لكان لبنان مجرّد جثة تتناهشها الأنياب الصهيونية، ومن يحمي لبنان قوة المقاومة بسياق الثلاثية الوطنية الضامنة وليس الحمامة الأوروبية أو غصن الزيتون الأميركي».
واللبيب الفهيم من إشارات سماحته يفهم.
المطلوب «تسوية» وليس انتخاباً ديمقراطياً.
والمطلوب تكريس «ميزان التفوق العسكري» القائم حالياً بترئيس مرشح «الثنائي».
وبوضوح أكثر مطلوب مارونيّ يصرّف أفعال «الحزب» وأقواله.
وأقل من «هيك» مرفوض من قبل قبلان.
بات من عوائد سماحته أن يرد كل أحد على عظة الأحد. وإن لم يساجل بطركاً طرح مسألة سجالية معقدة.
أمس طلع الشيخ أحمد بتعابير لم ترد في بال مشترع أو باحث «السيادة الوطنية تمر بالسيادة النيابية الضامنة للميثاقية والشراكة الوطنية وغير ذلك يانصيب ولن نقبل بغير السيادة النيابية الميثاقية».
ربي وإلهي ساعدني على الاستيعاب.
سيادة نيابية ضامنة للميثاقية والشراكة؟ ما هذه التخرّصات؟ من أين جاء بتلك «السيادة النيابية»؟ ممن تتشكل؟ ما هو عمادها؟ ما هي ركائزها؟
حاول المفتي قبلان في نشرة الأحد التوجيهية التوسع في الشرح للأغرار في السياسة، من نواب وحزبيين ومحللين وصنّاع رأي عام. فلنفتح أذهاننا جيداً «المطلوب ملاقاة سيادة الجبهة الجنوبية بالسيادة النيابية الميثاقية ليبقى لبنان». البعض فهم من ذلك تشكيل فصيل نيابي ميثاقي يهيمن على القرار في مجلس النوّاب. هذا البعض عميل للغرب.
وفي ما يشبه الرد على أخينا الكبير عبدالله بو حبيب المبشّر بالـ 1701 مدعوماً ببركة أبينا نجيب ميقاتي وروحه الرسولية، كتب في نشرة الأحد أن «تجربة الاحتلال الصهيوني للبنان علّمتنا أن مجلس الأمن والمصالح الأميركية الأوروبية ليست أكثر من جنازير دبابات ومشاريع مصالح واحتلال». بجهد قليل تمكنت من فك شيفرة هذا المقطع وفحواه «القرار 1701 انقعوه واشربوا ميّتو»
في نشرة الأحد المقبل ترقبوا كيف نفك الحصار الأمريكي عن لبنان.