Site icon IMLebanon

مفتي الجمهورية في السعودية.. إستنهاض للدور إسلاميّاً ووطنيّاً

من المؤكد أنّ زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى المملكة العربية السعودية واجتماعه والوفد المرافق له مع المسؤولين الكبار في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والتي تُوّجت بانتقاله الى الرياض ولقائه بخادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، هي من أنجح وأهم الزيارات الرسمية التي قام بها الى خارج لبنان منذ تولّيه مقام الإفتاء.

فقد حمل المفتي الحاجات والاحتياجات والهموم الاسلامية والوطنية من كلّ ولكلّ المناطق اللبنانية الى كلّ من التقاهم في السعودية من الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، الى الأمين العام لهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية، الى المسؤولين الكبار في منظمة تعاون الدول الاسلامية، الى الامانة العامة للبنك الاسلامي للتنمية، وبعدها لقاؤه مع رؤساء جامعتي أم القرى والجامعة الاسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ولقاؤه الطويل مع وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد الشيخ صالح آل الشيخ، والمفتي العام للعربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ومقرّ مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

كثير من مشاريع التعاون والتنسيق والبرامج المشتركة تمّ التوافق عليها بين مفتي الجمهورية والمسؤولين السعودين الكبار بترحيب كبير وبلا أيّ تحفّظ للنهوض بدور دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية اسلامياً ووطنياً للحفاظ على وحدة لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات، فوحدة المسلمين والنهوض بمؤسساتهم الدينية والاجتماعية والصحية والتربوية هي الهدف، وحرص خادم الحرميين الشريفين على وحدة اللبنانيين وعيشهم الواحد هو الاساس لإبعاد لبنان من حرائق المنطقة ومشكلاتها كان هو محور كلّ اللقاءات والاجتماعات مع جميع مَن التقاهم المفتي دريان.

فلبنان كما لمسنا وشعرنا كان وما زال من اولويات اهتمام القيادة السعودية على الصعيدَين العربي والاسلامي، فالترحيب بتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس سعد الحريري وبعدها دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ومعه عدد من الوزراء الى المملكة العربية السعودية ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والتي توافقت مع دعوة مفتي الجمهورية والوفد المرافق له،

هو تأكيد على أنّ لبنان لا يمكن أن يكون إلّا كما كان، سيّداً حرّاً عربياً مستقلّاً محتضَناً ومحصَناً من أشقائه العرب وخصوصاً من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بحيث أن لا سلطة فيه إلّا سلطة الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، ولا سلاح فوق أرضه إلّا سلاح جيشه والقوى الامنية الرسمية، هذا ما يريده لبنان حكماً وحكومة وشعباً وهذا ما يريده العرب للبنان وفي مقدّمهم العربية السعودية لهذا الوطن الذي عاش فيه خادم الحرمين الشريفين سنوات عدة وهو في ريعان شبابه متنقّلاً بين بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة وبعلبك وفي كثير من بلدات جبل لبنان وقراه، ما زال لبنان في عقل وقلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي أحبّه كما أحبّ اللبنانيين جميعاً بلا تميّز أو تفريق بين الطوائف أو المناطق أو المذاهب، لبنان كلّه جميل بشعبه الواحد وانتمائه العربي وثقافة أبنائه وشطارتهم وكفايتهم وذكائهم، هذا ما قاله خادم الحرمين الشريفين لمفتي الجمهورية على مسمع المشاركين في مجلسه والمرافقين للمفتي.

لقد تبيّن لنا أنّ المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن نايف وولي ولي عهده الامير محمد بن سلمان تقود الآن معارك عدة وفي مقدّمها تحصين وحدتها الوطنية إنماءً وتوعيةً وحواراً وطنياً في مواجهة الإرهاب، والتصدّي بعدها بحكمة واقتدار وعلم وحرفية للمشاريع المعادية والهادفة لتشويه رسالة الاسلام ودور المسلمين في المنطقة العربية والعالم الاسلامي بإلصاق تهمة التطرّف والإرهاب بهم من اجل التدخل في الشؤون العربية، كما حصل في سوريا والعراق واليمن، وإثارة الفتن المذهبية والطائفية على يد نظام ولاية الفقيه في إيران في اكثر من بلد عربي من جهة، ومن جهة أُخرى الوقوف بحزم وقوة لمواجهة المشروع الصهيوني التلمودي ومخططاته الاستيطانية في فلسطين وخصوصاً في القدس الشريف التي لا يمكن إلّا أن تكون عاصمة لدولة فلسطين العربية.

مفتي الجمهورية يقود الآن معركة النهوض بدار الفتوى إسلامياً ووطنياً وعربياً، لتبقى دار الفتوى كما كانت على مدى تاريخها الطويل دار الإيمان والدعوة الى الله على بينة من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم بوسطية واعتدال والمؤتمَنة على وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين جميعاً، ليبقى لبنانُ سيداً حراً عربياً بعيداً من المحاور الإقليمية التي تستهدف العرب وعقيدتهم الإسلامية، عقيدة الاعتدال والوسطية واحترام الرأي الآخر أيّاً كان، والحفاظ على كرامة الإنسان وعلى الأمّة التي أرادها الله تعالى أُمّة الإيمان والخير، وهذا ما لقيه المفتي دريان وصحبه لدى المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً ومؤسسات رسمية وشخصيات دينية واجتماعية وإعلامية.