IMLebanon

تهريب البنزين من سوريا… كيفَ ومَن؟

 

هل استفاق وزير مكافحة الفساد متأخرا لقضية تهريب المحروقات من سوريا الى لبنان؟ السؤال مطروح بعدما لاحظ خبراء في القطاع ان التهريب قائم لكن الكميات الضخمة كان يتم تهريبها في سنوات سابقة، لكنها اليوم تراجعت الى مستويات لم تعد تؤثر كثيرا على تجارة المحروقات في السوق المحلي.

أعلن وزير الدولة لشؤون ​مكافحة الفساد​ في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​نقولا تويني​ امس أن «الوزارة تبلغت من جهات موثوقة بأن ​عملية تهريب​ كميات من ​البنزين​ جارية حالياً من ​سوريا​ وتبلغ نحو مليون ليتر يوميا، أي ما يوازي 50 ألف تنكة، الأمر الذي يشير إلى أن 10 آلاف ليرة لبنانية لكل تنكة تخسرها مالية الدولة وتصبّ في جيوب بعض المهرّبين. وبلّغت بدوري ​قيادة الجيش​ والجهات الجمركية والأمنية المختصة اليوم من أجل الوقوف عند هذه المسألة ومنعها والتصدي لأي محاولات تعدٍّ على المالية العامة. وقد لاقى ندائي هذا ترحيباً من الجهات المعنية التي أبدت استعداداً لملاحقة الموضوع ومنعه كلّياً وتوقيف الجناة».

 

في هذا السياق، استغرب الخبير النفطي جورج البراكس حديث الوزير تويني في هذا التوقيت بالذات عن التهريب، مذكرا انه عندما كان التهريب في اوجه كان ينتقدنا عندما طالبنا بتدخل الدولة للحد من هذا التفلت، اما اليوم فلا معطيات ولا معلومات لدينا عن تهريب للبنزين.

 

وقال البراكس لـ»الجمهورية»: نحن لا ننفي هذا الخبر بحيث ان التهريب لم يتوقف يوما وهو لا يقتصر فقط على تهريب البنزين والمازوت انما يشمل كل السلع، ولا معلومات دقيقة عن اية معابر يمر تهريب المحروقات منها، انما يقال ان التهريب يتم عبر جرود عرسال.

 

أضاف : في السابق كنا نعاني من التهريب الذي كان ينعكس تراجعا في نسبة المبيعات وكمية الاستهلاك للمحروقات في البقاع، حتى يمكن القول ان المبيعات كانت تتوقف تماما، بسبب الفارق الشاسع في الاسعار بين البلدين. اما اليوم فسوقنا في البقاع طبيعي لم نلاحظ بعد اي تراجع في حجم المبيعات، ما يعني ان لا تأثير فعالا للكميات المهربة على السوق المحلي، وبالتالي ان الحديث عن تهريب نحو مليون ليتر أي ما يوازي 50 ألف تنكة تدخل لبنان يوميا هو رقم مبالغ فيه. ولفت الى ان السوق المحلية تستهلك نحو 5 مليون ليتر من البنزين يوميا، وبالتالي ان دخول مليون ليتر يوميا من البنزين اي نحو 20 في المئة من الكمية المطلوبة يفترض ان يتوقف على اثرها سوق البقاع او ان يتراجع بشكل ملحوظ، الامر الذي لم يحصل بعد، لذا نطرح علامة استفهام كبيرة على هذه الكمية التي يحكى عنها، ناهيك عن ان هذه الكمية تستدعي مرور نحو 50 صهريجا يوميا عبر المعابر غير الشرعية، فهل يعقل ألا تلاحظ الجمارك هذه الكميات الكبيرة من الصهاريج التي تدخل يوميا وأن تغض الطرف الى هذا الحد عن المراقبة؟ وفي حال صحّت المعلومات حول دخول هذه الكميات من الصهاريج يوميا نطرح علامات استفهام عدة، فهل الى هذا الحد ستسهّل الجمارك الطرقات للمهربين؟

 

وأكد البراكس ان التهريب قائم انما يتم بكميات قليلة لا تأثير لها على السوق المحلي ويتم على صعيد فردي او صغار التجار، في حين كان يتم التهريب في السابق على صعيد مؤسسات ومجموعة اشخاص تتأمن لهم الحماية من مسؤولين في اجهزة الرقابة.

 

من جهة أخرى، اكد البراكس ان صفيحة البنزين ستبدأ بالتراجع بدءا من الاسبوع المقبل او الذي يليه كحد اقصى، بحيث من المتوقع ان تسجل غدا الاربعاء آخر ارتفاع لها ومقدر بنحو 200 ليرة، على ان تستقر او تبدأ بالتراجع الاسبوع المقبل.

 

وعزا ذلك، الى الاجواء الدولية التي بدأت تتسم بالارتياح، فمن جهة وافق الاوروبيون على عدم مجاراة اميركا والابقاء على التزامهم بالاتفاق النووي حماية لمصالحهم وبالتالي فإن ايران ستحافظ على قدرتها على تصدير انتاجها من النفط. ومن جهة أخرى يتوقع ان تعقد منظمة الاوبك اجتماعا لها في شهر حزيران الجاري، واصبح هناك قناعة او توجه للتخفيف من التزام خفض انتاج النفط الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني من العام 2016، والذي قضى بخفض الانتاج مليون و200 الف برميل يوميا، أما راهنا فيتفق الجانب السعودي مع الروسي على رفع انتاج اوبك مليون ليتر يوميا الامر الذي سيزيد العرض في الاسواق وبالتالي سيخفّض الاسعار عالميا.البراكس لـ»الجمهورية»: نطرح علامة استفهام حول الكميات المهربة