مع عدم تسجيل أي تبدل في المشهد السياسي الداخلي، برزت تحولات في المشهد الميداني على الحدود الجنوبية، في ظل تصاعد مستوى المواجهات والإعتداءات “الإسرائيلية” على قرى حدودية في الساعات الأخيرة. لكنه من الصعب رصد أي مسار للوضع الحدودي، في ضوء عدم امتلاك أي جهة الجواب على ما سيحمله اليوم التالي، أو السيناريو المتوقع للجبهة الجنوبية، خصوصاً في ضوء وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى “إسرائيل”. ويكشف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة لـ”الديار” أن الإدارة الأميركية تدعم بشكلٍ مطلق العدو الإسرائيلي، ووصول الرئيس بايدن يعكس حجم الشراكة في الحرب التي أعلنها على الفلسطينيين في قطاع غزة.
واشار إلى أن “وضع المنطقة كلها اليوم أمام منعطف خطير، في ضوء الإجرام اليومي في قطاع غزة من قبل العدو الإسرائيلي مدعوماً من الولايات المتحدة، التي لا تزال تستكمل دعمها العسكري والبشري “لاسرائيل”، سواء من خلال الجسر الجوي والسلاح الثقيل، والذي يظهر من خلال قوة وحجم الإنفجارات والقوة التدميرية الهائلة، أو من خلال حاملتي الطائرات أو 2000 جندي في مرحلة أولية، وذلك فقط من أجل تدمير قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتراً، ومن أجل قتل أطفال القطاع والعائلات الفلسطينية المحاصرة اليوم”.
وحول احتمال الحرب البرية في ضوء تهديدات العدو الإسرائيلي واتخاذ القرار مع وصول الرئيس الأميركي، يشدد على أن “الحرب قد بدأت، وهي ما زالت في مرحلة القصف الجوي، ولكن المقاومة تنتظر الحرب البرية ولا تخشاها، علماً أن العدو هو الذي ما زال يتردد في الإقدام على مثل هذه الخطوة. وبالتالي، من الصعب أن تحمل الساعات الـ48 المقبلة أي تطور على هذا الصعيد، لأن نتنياهو سينتظر حتى مغادرة بايدن “إسرائيل”، قبل الإقدام على أي خطوات ميدانية برية باتجاه غزة”.
هذا التردد “الإسرائيلي”، يضعه خواجة في سياق “الخشية من قبل نتنياهو من المواجهة المباشرة مع المقاومة الفلسطينية، ومن الكلفة أو الثمن البشري الذي سيدفعه، ولذلك فهو يضع العقبات أمام قراره، مثل الأحوال الجوية أو زيارة الرئيس الأميركي أو وصول 2000 جندي أميركي إلى المنطقة من أجل تقديم الدعم اللوجستي”.
وحول ما إذا كانت هذه المعركة، في حال حصولها، ستتجاوز حدود قطاع غزة إلى مناطق وجبهات أخرى ومنها جبهة الجنوب، أن “لكل تطورٍ ظرفه الخاص، والمقاومة على جهوزية كاملة وتبني على الشيء مُقتضاه وليس أكثر، وإذا أراد الأميركيون و”الإسرائيليون” توسيع حدود المعركة، فإن كل قوى المقاومة جاهزة”.
وفي هذا الإطار، يشير خواجة إلى أن “الإسرائيلي هو الذي يعتدي على القرى والأهالي في الجنوب، فهو قد حشد أكثر من 40 ألف جندياً على الحدود الجنوبية، علماً أنه سبق للجيش “الإسرائيلي” أن حشد في السابق 120 ألف مقاتلاً على حدودنا”.
وعن السيناريو الذي يتوقعه لمجرى الأحداث في الجنوب، يجزم بأن “ما من طرف أو جهة قادرة على حسم سيناريو المرحلة المقبلة، أو يملك الأجوبة على الخطوة المقبلة أو القرار المرتقب، فتطور الظروف هو الذي يحدد طبيعة السيناريو المقبل، وبالتالي فإن كل السيناريوهات مُتاحة، وتطورات الأوضاع في المرحلة المقبلة هي التي سوف ترسم السيناريو المقبل”.
إلاّ أن الثابت، كما يضيف هو “الثقة بالمقاومة وبقيادتها السياسية والعسكرية وقدرتها”، موضحاً أنه في الحديث عن المقاومة، يقصد كل من هو ضد اسرائيل في لبنان، ومؤكداً أن “هذه المقاومة مدركة للوضع الداخلي وللظروف الإقليمية، وهي بانتظار تطور الأمور لتبني على الشيء مقتضاه”.
وحول الحراك الديبلوماسي في بيروت، يرى أن “ما هو أسوأ من الموقف الأميركي، هو موقف بعض الدول الأوروبية، التي يبدو أنها تحن إلى مرحلة الإستعمار وتريد استعادة استعمارها بوسيلة أخرى، ولذلك وفي المقابل علينا أن نعمل على تعزيز وحدتنا ونحمي بلدنا ونساعد الشعب الفلسطيني بأي وسيلة مُتاحة، فالشعب الفلسطيني شقيق، والعدو الذي اعتدى علينا يعتدي عليه اليوم، وكلمة الفصل في النهاية هي في الميدان، لأن البنية القتالية للمقاومة في غزة سليمة ولو كان العدو يدرك خلاف ذلك لكان قام بعملية برية منذ أيام ولم ينتظر”.
ويحذر خواجة من “خطة إسرائيل تهجير أهالي غزة،”مؤكداً أن “الفلسطينيين لن يوافقوا وكذلك مصر، لأنه إذا نجح الترانسفير من غزة، ليس هناك من يضمن أن لا يُنفذ ترانسفير للضفة الغربية أو ترحيل فلسطينيي عام 49 الذين بقيوا داخل فلسطين، فمَن سيضمن عدم تكرار هذه الخطة؟ وبالتالي، لا خيار إلاّ المقاومة لأن المشروع “الإسرائيلي” قد قام على الحديد والنار، ومواجهته تكون بالمقاومة، ومن دون إهمال الجانب السياسي والديبلوماسي من أجل فضح ممارسات “إسرئيل” أمام الرأي العام العربي والدولي، وعدوانها وجرائمها على المدنيين في غزة”.