وسط الروائح النتنة والفضائح المنتشرة في طول لبنان وعرضه من مثل الزبالة والاتجار بالبشر والانترنت غير الشرعي والكسارات والكهرباء، برزت مجموعة من شباب بيروت وشاباتها تنادي بأن الوضع القائم ليس ميئوسا منه، وأنه لا يزال هنالك إمكانية للإصلاح سواء أكان ذلك في بيروت أو غيرها من المناطق.
أود، أولاً، أن أقول بأنني لا أعرف أكثر من مرشح أو اثنين من أصل 24 من لائحة «بيروت مدينتي». ما لفتني، بل أدهشني فعلاً، في اللائحة أمران:
الأول: أن عدد المرشحات يساوي عدد المرشحين أي 12 لكل منهما، وهذا فتح جديد ليس في بيروت فقط بل في لبنان قاطبة. جرى التقليد أن يترشح على اللائحة سيدة أو سيدتان أما لكفاءتهن أو للزينة، لإظهار الوجه التقدمي للائحة. أما أن يتساوى عدد المرشحين والمرشحات في حملة «بيروت مدينتي» فهذا ما يدل دلالة واضحة على مدة جدية هذه اللائحة في رفض بعض المفاهيم البائدة التي تقيد حركة المرأة، وإن هذا في نظري لأمر عظيم.
الثاني: تنوع اختصاصات المرشحين والمرشحات في هذه الحملة، فمنهم من هو اختصاصي في التنظيم المدني، ومنهم من يختص في المحافظة على التراث، وثالث أو ثالثة في الاتصالات، ورابعة في الاقتصاد وخامسة في الفن، وسادس في فرع آخر من الفن، وسابعة في التربية… الخ. عدا عن أن عدد المتخصصين في التنظيم المدني يزيد عن ثلاثة أو أربعة من المرشحين.
إن هذا الكم من الاختصاصات والتنوع فيه سيؤدي حتماً إلى إعادة النظر في التكوين المدني والتربوي والثقافي للعاصمة.
وانني في سبيل إنجاح هذه التجربة الرائدة، أدعو الصديقين: شربل نحاس ونجاح واكيم إلى توحيد جهودهما ومساندة هذه الحملة الرائدة في بيروت الحبيبة.
] (عضو مجلس بلدية بيروت سابقا)