نائب في تكتل عون يعترف: الثنائي الماروني لم يعطِ أي نتيجة
الانتخابات البلدية أظهرت أن الناس لم تعد تريد هيمنة الأحزاب
بعد ان طويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية على مفاجأت كبيرة لم تكن في الحسبان بحيث أتت نتائجها مغايرة لحسابات الاحزاب والقوى السياسية، قرأ مصدر نيابي في تكتل «الاصلاح والتغيير» عبر «اللواء» نتائج هذه الانتخابات فرأى ان ما حصل في طرابلس لم يكن وحده مستغربا، مشيرا الى ان معظم النتائج فاجأت الجميع، وهي أكدت أن الناس لم تعد تريد هيمنة الاحزاب على قراراتها، بعد ان أتضح لها ان هذه الاحزاب وما تحمله من شعارات لم تعد تلبي مطالبها ولا تزغزع مشاعرها.
ولم يستثنِ المصدر النيابي أي حزب سياسي او تيار بما فيه «التيار الوطني الحر»، داعيا قيادته والقيادات الحزبية السياسية الاخرى الى التنبه لهذا التحول الشعبي الذي ظهر من خلال هذه الانتخابات التي سيكون لها اثراً كبيراً في المستقبل.
واشار المصدر الى انه من غير الصحيح ان احداً من الاحزاب او التيارات فاز فوزاً مشرفاً، وقال على الجميع التمعن بأعداد الاصوات التي نالتها اللوائح والاشخاص المدعومين من الاحزاب السياسية وبين الاصوات التي نالتها اللوائح المدعومة من العائلات والمجتمعات المدنية فإن فارق الاصوات بين تحالف الاحزاب وبين العائلات رغم فوز هذه الاحزاب والتيارات في بعض المناطق والقرى لم يكن فارقا كبيرا.
ولفت المصدر الى ان الخلافات بدت واضحة داخل بعض الاحزاب والتيارات فيما بينها وهي قامت بتشطيب بعضها البعض، وعزا المصدر سبب فشل الاحزاب بعدم التعاطي بشكل جيد مع المواطنين حيث يتم التعاطي معهم بطريقة عنجهية وفوقية وبطريقة الحكم وليس التحكيم.
وشدد المصدر على ضرورة ان تشكل هذه الانتخابات عبرة للقيادات السياسية من اجل التنبه وتغيير طريقة التعاطي مع الناس تحضيرا للانتخابات النيابية رغم انها مختلفة عنها بعض الشيء، مشيرا الى ضرورة معرفة نمط الشارع وعدم الاستهزاء فيه والتعاطي مع الناس بالاخلاقيات السياسية الطبيعية.
ورأى المصدر ان الايجابية التي ظهرت من خلال هذه الانتخابات هي التنوع الذي ظهر بوضوح لا سيما لدى الطائفة الإسلامية، وتحديدا لدى السنة والشيعة والدروز بحيث لم يعد هناك شيء اسمه احادية بعد ان عرف الانقسام السياسي عند المسيحيين وحدهم، وأعتبر المصدر ان التنوع والانقسام هو أمر صحي وطبيعي وهو ما نجده أيضا داخل الطائفة الشيعية في ايران وحتى داخل الطائفة السنية في مصر.
ولفت الى أهمية تعاطي الاحزاب مع جميع الطبقات الاجتماعية لا سيما مع الطبقات الشعبية والفقيرة، وأعطى مثلا على كيفية تعاطي الوزير المستقيل أشرف ريفي مع الشارع الطرابلسي من خلال زياراته وجولاته في المناطق الشعبية والفقيرة بينما غيره من السياسيين تعاطى بفوقية واضحة وبثقة الرابح.
ولفت المصدر الى انه من المعروف ان الطبقات الفقيرة والشعبية هي أكثر الناس التي تقترع بخلاف الطبقة الغنية التي لا يهمها الا مصالحها الشخصية.
ورداً على سؤال عن الايجابيات التي انتجها تحالف «التيار الوطني الحر» مع «القوات اللبنانية» أشار المصدر الى ان هذا التحالف لم يعط اي نتيجة بارزة حتى الان لافتا الى ان الوقت لا يزال مبكرا.
وختم المصدر ناصحا الاحزاب والقوى والتيارات السياسية الى ضرورة اعادة حساباتها واجراء تقييم لما حصل في هذه الانتخابات كاشفا عن اجتماع تقييمي سيعقده «التيار الوطني الحر» لوضع ملاحظاته وتقييمه للانتخابات البلدية والاختيارية وللأخذ بها بعين الاعتبار.