IMLebanon

«البلدية» اصابت جنبلاط مقتلاً

«سقط المسرح وبقي الممثلون» بهذا الكلام تصف الاوساط المواكبة للمجريات واقع الحال على الساحة المحلية التي تتداعى يوما بعد يوم حيث الشلل يضرب كافة المؤسسات في جمهورية مقطوعة الرأس هي اشبه ما تكون بالغابة حيث تتوزع عانات الذئاب فيأكل كبيرها صغيرها وسط روائح العفن السياسي المتصاعدة على وقع زجّالي السياسة الذين غرقوا بالفساد من خلال نهب اموال الدولة السائبة دون حسيب او رقيب والادهى من ذلك ان المعنيين انفسهم ابلغ من العاهرة اذا حاضرت في العفاف، ولعل اللافت ان معظم الملفات في مواضيع سرقة المال العام تفتح بسحر ساحر وتقفل بنفس الطريقة دون الوصول الى خواتيم منطقية فهي لا تتعدى تبادل الرسائل بين الاطراف السياسية لا اكثر ولا اقل.

اوساط متابعة تقول انه وسط هذه المعمعة من فضيحة النفايات وصولا الى شبكة «الانترنت» غير الشرعية مرورا بملف سرقة اموال قوى الامن الداخلي انفجر الخلاف بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي كان المبادر بالهجوم على المشنوق واصفا الداخلية وفق اوساطه بأنها «ترشح زيتا» فرد عليه وزير الداخلية بالقول: ان جنبلاط «اعتى واكبر رموز الفساد في لبنان»، اما الاسباب التي ادت الى كسر الجرة بين الرجلين، فوفق الاوساط، ان توقيف ضابطين من المحسوبين على جنبلاط في ملف سرقة اموال قوى الامن الداخلي وتحويلهما امام القضاء المختص اخرج جنبلاط من ثيابه خصوصا وانهما احيلا «40 يوم قلعة» بعد الافراج عنهما وتركهما رهن التحقيق واصرار المشنوق على دعم المدير العام لقوى الامن الداخلي المشهود له بالشفافية اللواء ابراهيم بصبوص للسير في القضية حتى النهاية.

وما زاد الطينة بلة وفق الاوساط وجود ضابطين درزيين في مكتب وزير الداخلية لا يكنان الولاء او التبعية لجنبلاط ومن المقربين من الوزير وئام وهاب الذي يقول انه الوحيد الذي لا يلقى خدمات من المشنوق وان وزراء 14 آذار يقدمون اليه بعضها بشكل طبيعي خلافاً لوزير الداخلية الذي يبخل به عليها، وعلى الرغم من ذلك فان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لم يهضم المسألة، ناهيك بان جنبلاط لم ينس رفض المدير العام لهيئة «اوجيرو» عبد المنعم يوسف لقاء نجله تيمور بعد توجيه دعوة اليه في دارة كليمنصو لتناول القهوة مفضلاً اللقاء في اي مكان آخر، فارسل الوزير وائل ابو فاعور لاخراجه من جلسة الاتصالات محرجاً الوزير بطرس حرب، ما دفع الى توسيع دائرة الاشتباك بين الاشتراكي وكتلة «تيار المستقبل» التي نددت بالتطاول على يوسف، ولعل اللافت ان الرئيس سعد الحريري آثر الوقوف على الحياد.

وتشير الاوساط الى ان الخلاف على مكبات النفايات بين «المستقبل» وجنبلاط من الاسباب التي فجرت الاحتقان بين الطرفين كون «التيار الازرق» رفض اقامة مكب في «سبلين» اضافة الى ان محاولة سيد المختارة الاطاحة «بسوكلين» في السابق لصالح شركة انشأها رياض الاسعد وكانت تضم نجلي جنبلاط تيمور واصلان اللذين انسحبا من مجلس ادارتها قبل اقفال مطمر الناعمة في تموز الفائت.

وتقول الاوساط ان اكثر ما اغاظ جنبلاط دعوة وزير الداخلية الى اجراء الانتخابات البلدية في ايار المقبل وعلى قاعدة انه «وعد ووفى» كونه الاكثر تضرراً منها بعد التحالف العوني – القواتي الذي ستكون له الكلمة الفصل في الشوف في ايصال مرشحيه، و«بروفة» للانتخابات النيابية المقبلة، ما يعني تراخي القبضة الجنبلاطية في فرض نواب الشوف وعاليه وما سيخلفه من تداعيات في الجبل خصوصاً وان جنبلاط يمهد لنقل الزعامة لنجله تيمور ما يشكل خطراً عليها لا سيما وان المير طلال ارسلان ووهاب لن يكونا اطلاقاً خارج المعادلة على الرقعة الدرزية.