IMLebanon

بلدية الميناء: الانتخابات ليست نزهة بحرية

في الشكل، تبدو انتخابات بلدية الميناء سهلة. لكن أزقة المدينة وكورنيشها البحري ومحمية جزر النخل مقابل شاطئها تخفي من التعقيدات ما يوحي بأن انتخاباتها لن تكون نزهة لأحد

على رغم التوافق المبدئي بين القوى السياسية في طرابلس، من دون إعلان رسمي، على تزكية رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين رئيساً توافقياً للمجلس البلدي المقبل، تحيط علامات استفهام كثيرة بمصير هذا التوافق وإمكانية وصوله إلى خاتمته السعيدة، في ضوء التعقيدات والشروط والشروط المضادة التي بدأت بالبروز.

أبرز هذه التعقيدات هو الترابط العضوي بين انتخابات الميناء، أو بلدية «الموج والأفق» كما يطلق عليها، وانتخابات بلدية طرابلس. وبالتالي، إما أن ينسحب التوافق على البلديتين أو يفرط في كليهما. ولأن التوافق في طرابلس لم ينجز بعد، تشير الخلافات حول حصص القوى السياسية في بلدية الميناء إلى أن التوافق لم «يركب» هنا أيضاً، وأن خلط الأوراق وارد في أي لحظة، خصوصاً أن الأطراف المعنية، وهي تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي (الناخب الأكبر حالياً في الميناء ويعدّ علم الدين مقرّباً منه) والنائبان محمد الصفدي ومحمد كبارة والوزير السابق فيصل كرامي والجماعة الإسلامية، فضلاً عن المسيحيين، لكل منها قراءته ورؤيته للتوافق وكيفية مقاربته وإنجازه.

مصادر ميقاتي: التوافق يكون في كل الشمال… أو لا يكون

وتوضح مصادر متابعة أن «نقاطاً كثيرة لم تنجز بعد في بلدية الميناء. فتيار المستقبل، مثلاً، يريد 8 أعضاء من الأعضاء الـ21، الأمر الذي تحفظ عليه الآخرون، وخصوصاً ميقاتي الذي عرض إعطاء تيار المستقبل بين 5 و6 أعضاء».

ومن النقاط العالقة أيضاً تمسّك علم الدين بتسمية 10 الى 11 عضواً، بما يضمن له تأمين نصاب داخل البلدية يساعده في إمرار المشاريع والقرارات، كي لا يتكرر معه ما حصل مع رئيس البلدية السابق محمد عيسى بعدما شلّ انفراط عقد التحالف الانتخابي عام 2010 بلديته وأدى الى حلها بعد استقالة 11 من أعضائها.

كذلك، تبرز عقدة التمثيل المسيحي، إذ يشكّل المسيحيون نحو ثلث الناخبين، وقد جرى العرف على نيلهم ثلث الأعضاء (من بينهم نائب رئيس البلدية)، يتوزعون بين ستة للروم الأرثوذكس، وواحد للأرمن أو الموارنة، علماً بأن مجلس 2010 حصر التمثيل المسيحي بالأرثوذكس، بعد إلحاح النائب روبير فاضل على الحصول على حصته في البلدية.

ومع أن هذا العرف في التمثيل لن يجري كسره، فإن التباين بين تيار المردة والتيار الوطني الحر قد يهدّد التوافق وينسفه. وينقل عن فعاليات أرمنية أن عدم إعطاء الأرمن مقعداً في اللائحة التوافقية، سيدفع كتلتهم الناخبة، التي يقدر عدد أصواتها بـ400، إلى مقاطعة الانتخابات، ما قد يؤدي إلى خرق في اللائحة التوافقية من قبل لائحة معارضة ، كما حصل في انتخابات 2010، عندما خرق علم الدين وعضو آخر لائحة «البريمو». وتؤكد هذه الفعاليات تمسك الأرمن بهذا التمثيل أكثر من أي وقت مضى، لأن آخر تمثيل لهم في بلدية الميناء كان في مجلس 1991 ــ 1998.

كذلك تبرز عقدة تغييب الشيوعيين عن اللائحة التوافقية، علماً بأن كتلتهم الناخبة تعادل كتلة الناخبين الأرمن، وهم يطمحون إلى استعادة تمثيلهم في بلدية الميناء كما كانت الحال قبل الحرب الأهلية، شأنهم في ذلك شأن بقية القوى والأحزاب السياسية الحالية، وإلا فسيقاطعون الانتخابات.

كل هذا، وغيره، يظهر أن التوافق في الميناء لا يزال مجرد كلام. وهو، وفق مصادر مقرّبة من ميقاتي، «إما يكون كاملاً ويشمل بلديات طرابلس والميناء والقلمون والبداوي، المنضوية في اتحاد بلديات الفيحاء، وغيرها من البلديات الواقعة خارج طرابلس في قضاء المنية ــ الضنية وعكار، أو لا يكون، والأجواء مؤاتية لميقاتي لفرض شروطه على تيار المستقبل وليس العكس».

وتدفع هذه المراوحة ببعض الطامحين الى الكشف عن هذا الطموح، ومن بين هؤلاء منسّق تيار المستقبل السابق في الميناء يحيى غازي ورئيس قسم الهندسة في البلدية عامر حداد ورجل الأعمال عصام عيسى (مقرّب من ميقاتي)، ما يشير الى أن لكل فريق أكثر من ورقة يستخدمها في المفاوضات.