ليس محسوماً بعد نوع السلاح الذي استخدمه الإسرائيليون لاغتيال القائد المقاوم سمير القنطار، لكن المرجّح أن يكون صاروخاً من طراز «سبايس» جو ـ أرض الإسرائيلي الصنع («شركة رافايل») بالتعاون مع الأميركيين.
ما هو هذا الصاروخ؟
هو صاروخ جو ـ أرض عالي الدقة يصيب الهدف بدقة نقطية وباحتمال خطأ ثلاثة أمتار، يُستعمل للرماية على أهداف «معادية ذات قيمة عالية». ويمتلك حزمة واسعة من المعطيات الطوبوغرافية والصور، وبإمكانه أن يختزن بنك أهداف لاختيار أهداف منه عند اللزوم.
هذا الصاروخ مزوّد بتقنية بصرية للتعرف على الأهداف عبر شاشة يتأكد الطيار بواسطتها من الهدف المحدّد. وتستطيع أجهزة التوجيه في الصاروخ من التغلّب على تشويش أنظمة تحديد الموقع العالمية GPS وتتغلّب أيضاً على ظروف الطقس وخصوصاً الغيوم والأمطار.
كما زوّد الصاروخ بأجهزة تصوير بالإحساس SENSORS بطريقة CCD أي جهاز الشحن المزدوج الذي يحصل على معطيات الصورة من الموجات الضوئية والإشعاعات الكهرومغناطيسية والحرارية ويحوّلها الى معطيات رقمية. والجدير ذكره أن مثل هذه الأجهزة يُستعمل في التصوير الشعاعي الطبي.
أُنتج من هذا الصاروخ نوعان، الأول هو «سبايس 1000» ويبلغ مداه 100 كلم و «سبايس 2000» ويبلغ مداه 60 كلم ودخل الخدمة في العام 2003. صمّم لاستعماله على منصات طائرات «ف 15» و «ف 16» و «تورنادو» و «غريبين» (طائرة سويدية الصنع). ويستطيع الرأس الحربي للصاروخ اختراق التحصينات ثم الانفجار.
من الناحية العملياتية، يتطلّب إطلاق الصاروخ معطيات استخبارية دقيقة تمكن الجهة التي تحضر للعملية من تحديد دقيق لإحداثيات الهدف. وتتوافر هذه المعطيات من مصدرين أساسيين إما يكونان منفردين والأفضل مجتمعان:
الأول، الاستخبارات البشرية أي معطيات من مخبر عن مكان وجود الهدف بدقة وقدرة المخبر على التعريف بالهدف ووصفه وتحديد إحداثياته.
الثاني، الاستخبارات التقنية التي تلاحق رقم الهاتف النقال وإحداثياته على شبكة GSM أو موقع إرسال رسالة الإنترنت سواء كانت بريداً إلكترونياً أو «واتس آب» أو «انستاغرام» أو «تويتر» أو «فايس بوك» وباقي مواقع التواصل الاجتماعي. وبمجرد الاتصال من جهاز هاتف «اي فون» ومثله أو الدخول على الشبكة العنكبوتية بجهاز حاسوب أو «لابتوب» أو «أيباد»، تحصل على الإحداثيات الدقيقة للهدف صاحب الرقم أو الحساب على الانترنت.
هذه المعطيات التقنية مع إمكانيات وقدرات ومميّزات هذا الصاروخ تدفع إلى الاعتقاد بوجود قيادات عدة في دائرة خطر هذا الصاروخ، الأمر الذي يتطلّب المزيد من التدابير الاحتياطية من الغدر الإسرائيلي.