تنشط عدة مؤسسات وهيئات ثقافية اسلامية وحوارية في إطلاق سلسلة من النقاشات والحوارات، للبحث في الازمة التي يواجهها الواقع العربي والاسلامي، في ظل تمدد تنظيم «داعش» وما يقوم به من تصرفات مسيئة للاسلام والمسلمين، وفي ظل التحديات المذهبية والدينية المتعددة.
وتتحرك هذه الحوارات بين الضاحية الجنوبية وطرابلس وبيروت وعجلتون. وتتولى إدارتها هيئات ومؤسسات عديدة منها: «ملتقى الاديان والثقافات» الذي يرأسه العلامة السيد علي فضل الله، «مؤسسة الامام الحكيم» التي يشرف عليها العلامة السيد علي الحكيم، «المركز العربي للحوار» الذي يرأسه الشيخ عباس الجوهري، «المجمع الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية» ويشرف عليه الشيخ محمد حسين الحاج، «مؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر» ويتولى ادارتها الدكتور نجيب نور الدين، وهي من ضمن مؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، «معهد المعارف الحكمية» ويشرف عليه الشيخ شفيق جرادي، «منتدى الحوار الثقافي» ويضم عددا من الكوادر الإسلامية من اتجاهات متعددة، «لقاء ربانيون بلا حدود» ويضم عدداً من العلماء باشراف الشيخ محمد علي الحاج، «مجمع الامام الصادق» وهو تابع لـ «جمعية أهل البيت» باشراف ممثل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الحاج حامد خفاف، «مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي» ويتولى إدارته الشيخ محمد زراقط، «جامعة المصطفى»، «المعهد الشرعي الاسلامي»، «حوزة الامامين الثقلين» باشراف العلامة السيد عبد الكريم فضل الله والعلامة السيد عبد الله فضل الله، لقاء «تعارفوا» ويضم شخصيات اسلامية ومسيحية متنوعة، «المركز الاسلامي الثقافي» بإشراف شفيق الموسوي، «معهد الدراسات الدولية» ويشرف عليه الاعلامي محمد فقيه، «مركز حمورابي للبحوث والدراسات» وهو مؤسسة عراقية ـ لبنانية.
وتسعى هذه المؤسسات لاطلاق حوارات متنوعة بين شخصيات فكرية وسياسية ودينية من طرابلس وصيدا وبيروت والضاحية الجنوبية، وتشارك فيها ايضا بعض الشخصيات المسيحية والاسلامية. وتطرح هذه الحوارات كل القضايا والتحديات التي تواجه الواقع العربي والاسلامي وخصوصا: ما يقوم تنظيم «داعش» به من تصرفات مسيئة للدين الاسلامي، الفتنة المذهبية، مستقبل الوجود المسيحي في المنطقة وكيفية فتح قنوات الحوار بين مختلف الاطراف والقوى الاسلامية والسياسية.
وتتميز هذه الحوارات بالعمق والجرأة وبطرح كل الاسئلة الصعبة التي يواجهها الفكر الديني اليوم، كما تتم استضافة شخصيات علمانية ويسارية في بعض هذه اللقاءات.
ودعا بعض علماء الدين المشاركين في بعض هذه الحوارات، الى اعادة النظر بكل المقولات التي تبنتها الحركات الاسلامية طيلة المئة سنة الماضية، معتبرين ان الفرصة اليوم مناسبة لمواجهة مختلف التحديات والدعوة لتجديد الفكر الديني من داخله.
كما حرص القائمون على بعض هذه المنتديات على التواصل مع شخصيات فكرية وسياسية من مختلف الاتجاهات وعقد اللقاءات الحوارية الخاصة متجاوزين كل الخلافات السياسية والمذهبية.
ومع ان هذه اللقاءات الحوارية لم تنجح حتى الآن في بلورة مشروع موحد في مواجهة مختلف التحديات، لكن تنوعها وجرأتها وانفتاحها تؤكد ان هناك حراكا فكريا ودينياً مهماً قد يمهد في المرحلة المقبلة لبروز نهضة دينية قادرة على مواجهة التحديات المختلفة وخصوصا ظاهرة نمو التيارات الاسلامية المتشددة.