سلخت الانتخابات النيابية الأخيرة دائرة بيروت الأولى عن نسيج العاصمة المختلط، بحيث باتت «دائرة مسيحية» بامتياز، يقتصر تمثيلها على النوّاب المسيحيين حصراً، بالرغم من أنّها دائرة مختلطة، مسجلّ فيها ما يُقارب الـ17 ألف ناخب مسلم، حُرِموا من التمثيل النيابي بفعل القانون الانتخابي الهجين الذي قسّم بيروت «شرقيّة» و»غربيّة».
وفي هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، يشعر مسلمو الأشرفية والمدوّر بغياب اهتمام الجميع من حولهم، وقد وُعِدوا بأمور كثيرةٍ لم يطبّق منها ما يُذكر. وهم يشعرون بأنّ سياسيّي الدائرة الأولى ينظرون إليهم كخزان بشريّ يستخدمونه عند الاستحقاقات، ويغيبون عنهم بعدها، لأنّهم يعتقدون بأنّ الحصول على أصوات الكتلة المسلمة أمرٌ محسوم في كلّ مرّة.
كما يشعر مسلمو الأشرفية والمدوّر بأنّ النوّاب المسلمين في دائرة بيروت الثانية، غير معنيين بشأنهم، وكأنّهم خارج الحسابات البيروتية، وإلا لما استثنوهم من الزيارات واللقاءات والمناسبات والمساعدات.
لهذه الأسباب وأكثر، يتنامى لدى هذه الكتلة المُسلمة الإحساس بالظلم والغيظ من حرمانهم التمثيل النيابي، وتهميشهم في الحياة السياسية والوظائف العامة، وغياب الاهتمام بأمورهم المعيشية ومطالبهم واحتياجاتهم اليومية.
يجدر الإلتفات إلى أنّ هذه الكتلة المُسلمة في دائرة بيروت الأولى تضم رجالاتٍ ومفكّرين وشخصياتٍ مرموقة، وفيها جيلٌ صاعدٌ يعي تماماً مدى التقصير الواقع، ولن يتوانى عن المطالبة بحقوقه ومحاسبة السياسيين، ولم يعد مقبولاً تهميشها، وهي ليست برسم البيع أو الإيجار أو التجيير!