Site icon IMLebanon

إفرض تشكيلتك أو عُدْ إلى برلين

 

نعلم يا دولة الرئيس، وأنت تدخل السياسة من أرفع موقع سُني، أنك ابن أصل وعلم وتطمح الى تحقيق الكثير. ولا نريد مع بدئك مشاورات التأليف هدَّ عزيمتك أو إحباط سعيك الى وزارة ترغب في تحويلها الى فريق عملٍ حقيقي.

 

ولا يغيب عنك، وأنت استاذ العلوم السياسية والدبلوماسي أنك خيار طبقة سياسية أفسدت البلاد وأوصلتها الى الانهيار، بل الى كارثة التفجير التي يحاول الرؤساء والوزراء التنصل من مسؤوليتهم في ارتكابها عبر تحميلها لكبار الموظفين وصغارهم.

 

“من الآخِر” دولة الرئيس، أنت وسط غابة “ذئاب” افترست خيرات البلد وسرقت ودائع المواطنين وتآمرت على سيادة الوطن وأمنه، وستكون مضطراً الى التعامل مع وحوشها ومرغماً على الابتسام لمأجورين قابلتَ جزءاً منهم في غداء بعبدا، على شرف الرئيس الفرنسي واستكملت أمس تكحيل ناظريك بآخرين.

 

شكِّل حكومتك بأقصى سرعة ما دامت آثار سياط الرئيس ماكرون على ظهورهم وأقفيتهم. أنت معتدل وأدرى بوجوب أن يكون وزراؤك معتدلين نزيهين وذوي شخصية مستقلة، حتى ولو كانوا مؤيدين سياسياً لهذا الفريق أو ذاك. لا تخضع لابتزازهم خشية قدرتهم على التعطيل، فهُم عاجزون عن مواجهتك كونهم خدماً عند أي وصي خارجي وحريصين على “لحس” ما تبقى وإن كان شحيحاً.

 

دولة الرئيس. قصر الاليزيه أتى بك فاعتمده مرجعيتك ولا تعتقدنَّ أنّ لقصر بعبدا او زعماء الكتل والأحزاب الذين سمُّوك فضلاً عليك. هؤلاء لاعبون محليون، عضلاتُهم تُستخدم ضدّ شعبهم أو بعضهم، وهم لشدة “لطفهم” مع الأجانب كلَّفوك صاغرين. رأوك في اللون “الميقاتي” الرمادي، وقت لا مكان لخياراتهم القصوى، فقالوا: لنمرّر مرحلة ما بعد 4 آب والضغط الفرنسي ثم نستهلك المولود الحكومي بانتظار الرئيس الأميركي الجديد.

 

دولة الرئيس، لا نحسدك على مهمتك الصعبة، لذا تمتَّع بجرأة المبادرة. ضع تشكيلتك في جيب واعتذارك في الجيب الآخر ولا تخضع لمحاصصاتهم أو ينطلي عليك تظاهرهم الخبيث بالتعاون. تجرّأ على تدوير الحقائب وعساك تُمكّن “الأقليات” من وزارات “سيادية” متخلّصاً من وصاية مافيا المنظومة على “التواقيع”. أنت دبلوماسي في تفهُّم التعقيدات فكُن شجاعاً في الخيارات ولا تفتح “بازار” الأسماء.

 

دولة الرئيس، أنت تعلم أنك خيار الضرورة والواقع المرير وعجز الثورة عن ايصال مرشحها الحقيقي. لكن سيرتك تؤهلك لاكتساب ثقة اي لبناني اذا تصرّفت كرئيس حكومة يملأ فعلاً كرسي السراي، فيقوم بالاصلاحات التي حددها الرئيس الفرنسي غير آبه لبرلمان يدَّعي انه “سيد نفسه” فيما هو صناعة قابلة لـ”الطعج” والتدوير، ويدرك ان واجبه الدفع باتجاه الحقيقة الكاملة في التفجير الاجرامي.

 

دولة الرئيس، لن نحمِّل “حكومة المهمة” أكثر مما تستطيع. ولن نطالبك بحل عقدة السلاح، رغم أنه واجب اي مسؤول وطني، لكننا نطالبك بكل خطوة في الاتجاه السيادي الصحيح بدءاً من اقفال أي معبر غير شرعي.

 

كن رجلاً يا مصطفى أديب. تنكَّر لمن عيَّنوك كما القاضي الشريف، فأنت أمام مهمة تاريخية تسجِّل فيها أنك ساهمت في انقاذ شعبك، أو تذهب الى خانة حسَّان دياب ومن شابهه من الدمى والانتهازيين.

 

دولة الرئيس، إجعل رئاستك محطة أمل بالانتقال الى لبنان الجديد أو إحزم حقائبك وعُدْ الى برلين.