Site icon IMLebanon

ليخرس فحيح الأفاعي بات عندنا دولة  

لا شيء، على الإطلاق، يعوّض ذوي الشهداء.

لا شيء، على الإطلاق، يكفكف الدموع.

لا شيء، على الإطلاق، يخفف وقع الجريمة الإرهابية الهائلة.

لا شيء، على الاطلاق، يبرِّر أو يفسّر العملية الإرهابية الشنيعة.

ننطلق من هذه المسلّمة لنسجل الملاحظات الآتية:

أولاً – لقد إكتشفنا أن لدينا دولة. فعلاً يجب التنويه بتصرّف المسؤولين اللبنانيين جميعاً. الرئيس ميشال عون، الرئيس سعد الحريري، على صعيد السلطة التنفيذية، والرئيس نبيه بري رأس السلطة التشريعية، إضافة الى الوزراء المعنيين: وزير الخارجية ووزير الأشغال العامة والنقل ووزير الصحة العامة ووزير الإعلام وسائر الإدارات والدوائر المعنية.

ثانياً – لقد تأكد، كذلك، أن اللبنانيين يتضامنون أمام المحن الصعبة والتجارب القاسية. فلقد تصرّف لبنان، في مطلع هذا العهد العوني، كما تتصرف الدول المتقدمة: كان هناك تضامن، وكانت هناك مبادرات خلاّقة. وكانت هناك سرعة في الحراك. وكان هناك موقف واحد لجميع من ذكرنا آنفاً ومن لم نذكر من المعنيين. أثبتت الدولة قولاً وفعلاً أنها موجودة. وأنها مبادِرَة. وأنها فاعلة.

ثالثاً – أما أصوات النشاز. أصوات الشماتة. أصوات الحقد. اصوات الكراهية. أصوات الموتورين. أصوات الغارقين في العقد. أصوات الذين يلغون في الدماء البريئة. أصوات اللاهثين وراء المآسي ليفرحوا فيها وينفّسوا عن عقدهم… أما هذه الأصوات فيجب تأديبها على ما عبّرت عن طواياها من سموم. والمؤدّب هي الدولة وبالقانون.

إن هذه الفئة الصغيرة جداً، الضالة والمضلّلة، تدعو فعلاً الى الشفقة على هؤلاء الغارقين في الظلام، وكأنهم أشباح سوداوية من ماض سحيق عفى عليهم الزمن، وتجاوزهم التاريخ ولو كانوا موجودين بسمومهم التي ينفثونها مع فحيح الأفاعي.

وبعد،

لقد وقعت الواقعة- الفجيعة.

لقد سقط شابان وفتاة شهداء الإرهاب المجرم.

ولقد أصيب بضعة شبان وشابات لبنانيين بحقد الظلاميين وليس فقط بنيرانهم، شفاهم اللّه، وأنعم بالسلامة على الآنسة بشرى كريمة الصديق النائب اسطفان الدويهي وعقيلته المحترمة ماري.

ولقد بات أكيداً أن الجرح بليغ. وهو جرح تحرق جمرته ذوي الشهداء والمصابين، ولكنها تلفح كل أسرة في لبنان كلّه.

وما حدث يجب ألاّ يصرفنا عن الحقائق البدهية الآتية:

1- لا بدّ من التنويه بالأمن الذي تحقق في لبنان ليلة رأس السنة… فالتحية واجبة الى معالي الوزير نهاد المشنوق وسائر معاونيه العسكريين والأمنيين جيشاً وقوى أمن داخلي ودفاعاً مدنياً وصليباً أحمر، الى العين الساهرة في الأجهزة ذات الصلة.

2- الإرهاب ضرب، وسيظل يضرب. واللبنانيون دفعوا (من أسف) وسيدفعون ضريبة تمسكهم بالحياة، وبالمبادرة وبالرفاء وبالكرامة. وهي ضريبة لا مناص منها.

3- مراراً وتكراراً: لتخرس الأفاعي في فحيحها.