Site icon IMLebanon

إلى صديقي بيار الجميّل

 

 

كعادتي، وفي رسالتي السنوية عشية ذكرى استشهادك، أرغب بأن أُعلمك بأن شباب لبنان يحملون هواتف ذكيّة وأحلاماً لا حدود لها، خرجوا السنة من كبوتهم، وهتفوا بالقوّة التي تمتّعت بها خلال انتفاضتنا، إنتفاضة السيادة والإستقلال 2005 وقالوا بالصوت العالي: إن دمك ودماء رفاقك لم تذهب سُدى.

 

صحيح إنتظرنا 12 سنة على استشهادك إنما الجيل الذي ينتفض اليوم هو جيل أمين إبنك وألكساندر، وغيرهما من الشباب العابر للطوائف والمناطق.

 

نرفع رأسنا بهم، وننظر إليهم بعين الأمل، حتى نعبر معهم من لبنان تحت وصاية السلاح غير الشرعي والفساد وسوء الإدارة، إلى لبنان الذي حلِمتَ به يا بيار، واستشهدتَ من أجله.

 

بيار،

 

تصدّرتَ لائحة الشرف في أيلول 2004 عندما كنت إلى جانب 28 نائباً الذين تحدّوا الوصاية السورية ولم يمدّدوا للرئيس اميل لحود.

 

أعرف أنك ترى اليوم أن نواب اليوم يتمتّعون بكل شيء إلا بما كنتَ تتمتّع به، الشجاعة والإستقامة… والإلتزام. هربوا، ركبوا الدراجات النارية، لم يغادروا منازلهم…

 

وحتى لا يفوتك شيء، ما حصل هو التالي:

 

قالوا للبنانيين: «إتركوا سلاح «حزب الله» جانباً وصوتوا من أجل أحزاب وقيادات تأخذ على عاتقها تأمين المستشفى والمدرسة والكهرباء…».

 

نفّذَ الناس ما كان مطلوباً منهم وانتخبوا «زعماء».

 

إنما ما هو مطلوب من الزعماء والأحزاب لم يحصل، فلا كهرباء، ولا ماء، ولا مدرسة ولا مستشفى…

 

فانتفضوا في وجههم وأقفلوا مجلس النواب وأسقطوا الحكومة.

 

وللأمانة فقط، حزبك، حزب «الكتائب اللبنانية» خرج من هذه المعادلة رأسه فوق الماء.

 

إلى اللقاء يا عريس شهداء لبنان