احبائي أطفال الغوطة الانتخابية في لبنان أدعوكم للخروج من المدن والبلدات بعيدا عن صناديق الاقتراع وعمليات الإبادة الجماعية والمحارق الانتخابية القادمة في ٦ أيار. احبائي أطفال لبنان ربما لن يستطيع أحد إنقاذكم من تحت أنقاض الدمار الاجتماعي والاخلاقي والنفسي الذي ستتسبب به الانتخابات النيابيّة. وعذرا يا احبائي اذا كنت لا املك سوى الحزن والاسى على الفرد والمجتمع والدولة في لبنان.
احبائي أطفال الغوطة الانتخابية اللبنانية، ومعكم اطفال مدن الدمار العربية، حيث المجازر ترتكب في وضح النهار وأمام أعين ادعياء المَدَنيّة وحقوق الانسان، كما ترتكب مجازرنا الانتخابية بحق التماسك المجتمعي والاستقرار ويرصدون لها مئات ملايين الدولارات لإنتاج دولة فاشلة صنعت في لبنان، وهذا ما فعلناه عشية الحرب الأهلية في ١٣ نيسان ٧٥ يوم رمينا القصيدة والقيثارة والكتاب والأحلام وحملنا البندقية وأسلحة الحقد والقتل والدمار.
احبائي أطفال الغوطة الانتخابية، احبكم احبكم وأحب بريق الامل في عيونكم وأحب ابتساماتكم التي تخترق القلب والوجدان وأخاف عليكم مني انا ومن كل القوى المدنية والدينية والقبلية والمذهبية والمناطقية والآذارية ومن الأنانيات الفردية والشللية ومن ثقافة الإبادة الجماعية الطائفية والمذهبية والبيئية، وأخاف عليكم من موروثات ثقافة الفشل لدى أمهاتكم وآبائكم وحكّامكم وأجهزتكم الإدارية والأمنية والقضائية والرقابية، وأخاف عليكم من انعدام روح المسؤولية ومن عدم القدرة على إيقاف مجزرة العنف والكراهية الديموقراطية في الغوطة الانتخابية النيابية.
احبائي أطفال الغوطة الانتخابية، أنتم السياسة وأنتم الثقافة وأنتم القيادة، وكل من لا يعرفكم ولا يعمل تحت إمرتكم ولا يخاف من القوة الكامنة في اعماق طفولتكم فهو لا يعرف معنى القيادة ولا معنى السياسة ولا معنى العبادة. احبائي الاطفال اشعر أمامكم بالخجل والعجز والمهابة بعد عقود طويلة من الضياع وتوهم العمل في السياسة مع القتلة الأشرار والتافهين الصغار، وذلك قبل ان أتعرّف على أحلامكم وطاقاتكم وقبل الاصغاء الى أسئلتكم، حين ادركت ان كل ما عرفته ومارسته قبلكم كان فشل ثم فشل وكذب ورياء وأوهام وتدمير للآخر وقهر للذات بالكراهية والأحقاد واحتراف صناعة الفشل في لبنان.
أحبائي أطفال الغوطة الانتخابية البرلمانية، أرفع يدي أمام عدالتكم وأقسم ان أقول الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة من دون زيادة او نقصان وبدون تجريح او افتراء ومع كل الود والمحبة والحرص على الأصدقاء والمعارف من المرشحين والمرشحات، وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية والاخلاقية ان كل دولار سيصرف على الانتخابات هو إجرام بإجرام وان مئات ملايين الدولارات يجب ان تصرف على تعليم الآلاف من شابات وشباب لبنان المتفوّقين في العلوم الانسانية والتطبيقية والآداب والفنون والمهن والمهارات من اجل صناعة الامل وتجديد المجتمع والدولة في لبنان.
أحبائي أطفال الغوطة الانتخابية أني اشهَدُ امامكم ان البرلمان القادم لن يكون أفضل مما هو الآن، وإني اشعر بالغربة والمرارة والضياع وأني عاجز عن إنقاذكم وأضعف من ان اكرهكم وأجبن من ان اعبث بمستقبلكم او ان أغامر بحياتكم ووجودكم وأقل من ان ادعي تمثيلكم في مجالس الحقد والغباء وديموقراطية العنف المدني والمسلح على حد سواء. احبائي أطفال لبنان اعذروا عجزي وعدم قدرتي على المساهمة في صناعة الفشل في لبنان.