Site icon IMLebanon

رسالتي الى بيار ٢٠١٥

هذه السنة يا صديقي هي سنة داعش!

العالم بأسره مشغول بداعش، مشارب داعش، مصادر تمويل داعش، أسلوب داعش، جيش داعش الإلكتروني….

أوروبا أمام صدمة الإرهاب. وكأنها اكتشفت مع «شارلي إبدو» في بداية السنة ومع «الباتا كلان» في نهايتها أنّ أحداث سوريا التي اندلعت منذ 5 سنوات تصيب شظاياها باريس «مربط خيلنا».

العالم العربي والإسلامي أمام صدمة الإرهاب الداعشي يقوم بجهودٍ جبارة من أجل فصل صورة الإسلام عن صورة الإرهاب، وكأنه اكتشف – هذا العالم – أنّ إعدام صدام حسين سنة 2004 يوم عيد الأضحى واغتيال رفيق الحريري في بيروت سنة 2005 واجتياح بيروت في 2008 وقتل أولاد درعا وحمص وحلب وحماه بالأسلحة الكيماوية وبراميل المتفجرات لن يفجّر في عقولٍ مشحونة جنون الإرهاب والقتل والاعتداء على عواصم العالم وضواحيها.

وفي لبنان أيضاً اكتشف اللبنانيون أنّ تدخّل «حزب الله» في سوريا قد يُفسح في المجال لردود فعلٍ مثل قتل الأبرياء في ضاحية بيروت!

إنقسم العالم بين «بربري» في الغرب لتسمية كلّ مَن هو مختلف، و»كافر» في الشرق لتسمية كلّ مَن هو مختلف!

ونحن يا صديقي بيار تائهون بين النفايات وقانون الانتخابات واللامركزية الإدارية وحارة الفوقا وحارة التحتا في كلّ قرية وكلّ دسكرة.

نرفض نفايات بعضنا البعض ونميّز بين نفايات مسيحية وأخرى إسلامية وبين نفايات سنّية وشيعية، ثم ندخل الى التمييز بيننا، بين متن وجبيل وكسروان والمنية والضنّية وبعلبك والهرمل….

العالمُ مشغولٌ بداعش، ونحن بتثبيت زعاماتنا في كلّ مفصل، مَن سيجلس على الكرسي الأمامي في مار الياس ومار بطرس والسيدة في قريته!

لا نميّز بين السياسة وبين الوجاهة.

لا نميّز بين السياسة كما أردتَها أنت وكلّ افراد عائلتك الذين استُشهدوا من اجل لبنان، والسياسة التي يختزل معانيها البعض بالنفوذ وكسب المال ولو على حساب الناس.

هذه السنة يا صديقي أُطمئِنك أنني على علاقة محترمة مع حزبك الذي سار في عروق جسدك، والذي خطف كلّ لحظة من حياتك حتى استشهادك، وكان تقديرٌ لموقف سامي في الدفاع عن الدستور بكلّ مندرجاته.

هذه السنة أقول لك يا صديقي بيار إني ما زلت أؤمن بأنّ لبنان بحاجة ماسة الى رجال، رجال مثلك تجاوزوا ترسيمات الحرب الأهلية واختبروا المساحة المشترَكة مع الآخر.

هذه الصفات أصبحت نادرة ليس فقط في لبنان، إنما أيضاً في فرنسا وأوروبا، حيث الإبتعاد والتفرقة والبغض يتجاوز حدود العقل.

هذه السنة يا صديقي بيار كنا عملنا لانتخاب رئيسٍ للبلاد يجمع ولا يفرّق، رئيسٍ مثلك، كما تمنّينا كلنا أن تكون يوماً من الأيام.