IMLebanon

ميرنا المرّ سرّ أبيها: رئيسة نواب المتن وبلدياته

ميرنا المر: عائليا نحن نشكل فريقاً واحداً

منذ 14 عاماً، دعم النائب ميشال المر ابنته ميرنا في معركة رئاسة اتحاد بلديات المتن الشمالي، ففازت بها تلقائياً. ورغم ما يؤمّنه المنصب من نفوذ بلدي وانمائي على نطاق القضاء كاملا، تسري علامات استفهام حول تسليم المر نيابته الى ابنته وحول مدى قدرة الأخيرة على خلافة والدها

اذا خُيّر النائب ميشال المر بين الفوز بمقعد نيابي آخر أو بسط نفوذه على اتحاد بلديات المتن الشمالي، سيختار رئاسة الاتحاد حتماً. يدرك المر جيدا أهمية الاتحاد الذي أسسه ونظّمه بنفسه، وضمّ اليه أكبر بلديات المتن (33 بلدية)، لذلك زكّى ابنته ميرنا لرئاسته عام 1998. وبدل أن يسعى الى تأمين كرسي نيابي لها، أمنّ لها الاتحاد، فباتت ترأس البلديات والنواب معاً، بحيث أصبح لزاما على الجميع المرور عبرها لتسيير أعمالهم وأعمال ناخبيهم. في العادة، يفترض بشاغل منصب مماثل أن يحوز على دعم سياسي كي يتمكن من اطلاق يديه، ولكن لـ «الريّسة» بدل الدعم الواحد اثنان: والدها وشقيقها الوزير السابق الياس المر.

لا تهوى «الريسة» الاطلالات الاعلامية، ويقال إن لا شغف لها بالعمل السياسي واطلاق المواقف الفاقعة، من دون أن يقلل ذلك من نفوذها، بل على العكس.

فعلياً، لرئاسة الاتحاد امتيازان: منح رخص البناء والموافقة على مشاريع البلديات الكبرى، ما يعني أن على كل شركة ومتعهد ومقاول ومستثمر الحصول على توقيعها، وعلى كل رئيس بلدية من بلديات الاتحاد الفوز بموافقتها لضمان تحقق مشروعه. في الغالب، لا تردّ طلباً لأحد، يقول مدير مكتب أحد النواب العونيين في المتن، «وتتعامل معنا بسواسية سواء كنا عونيين أو كتائب أو قوات». بدورها تؤكد المر لـ «الأخبار» أن «أبواب الاتحاد مفتوحة للجميع»، نافية الاشاعات عن تحكّمها بالبلديات، «فالعلاقة مع رؤساء البلديات علاقة صداقة متينة». أما عن فرضية تأثيرها في قرار رؤساء البلديات عند الانتخابات النيابية لصالح والدها، فتؤكّد أنها قبل شهر من موعد الانتخابات، تسلم مهامها الى نائب الرئيس وتمتنع عن الحضور الى مبنى الاتحاد. وإن كان هناك من يؤكّد أنها لا تحتاج الى فرض اسم والدها على رؤساء البلديات، اذ يجهد هؤلاء بأنفسهم لضمان إنجاحه ويجاهرون علنا بانتمائهم الى «حزبه» الخاص بعد أن ساهم في ايصالهم الى مواقعهم. أما البلديات التي تعارض سياسة المر، وهي قلة قليلة، «فتبلغني بقرارها قبل الاستحقاق من دون أن يؤثر ذلك على علاقتنا»، تضيف الريّسة.

ومع أنها ابنة ميشال المرّ، إلا أنها لا تؤمن بالواجبات الاجتماعية، كما يفعل، ولا بصولات «التعازي والتهاني» الا اذا كان «الأمر يتعلق بقريب أو صديق أو معارف بحكم العمل». وتقول إنها تركز جهودها اليوم على «توفير حديقة عامة للأطفال في ضبيه وضبط طريقة توزيع المباني في ساحل المتن والعمل على تجميلها، اضافة الى تأمين عدد كاف من عناصر الشرطة لتغطية أمن غالبية المناطق». ماذا ينقص المتن وأين قصّر النواب؟ «تعبيد وتأهيل بعض الطرقات الرئيسية، تأهيل شبكات الصرف الصحي المنسية منذ أعوام، واقرار وزارة المالية لأموال البلديات التي لا يمكن لها العمل فعلياً من دونها. ففي حين يمكن لبلديات الساحل تأمين حاجاتها، يستحيل على بلديات الضيع الصغيرة تحقيق اكتفائها الذاتي».

يجزم البعض بأن المر

لن يسلّم سرّه الى أحد الا بـ «صفقة سياسية» تنجز في حضوره

ترأس ميرنا، منذ 14 عاماً، بلدية بتغرين. هنا، طيف المر الأب حاضر دائماً، وشأنها شأن رؤساء البلديات الآخرين، تعود اليه دائما لاستشارته في الملفات المهمة لأن «لديه ما يكفي من الخبرة لتعليمنا جميعا».

في معارك الأب النيابية تتحول الابنة الى أحد أبرز المفاتيح الانتخابية. غير أنها، حتى اللحظة، تنفي أن يكون لها أي طموح سياسي «فعائليا نحن نشكل فريقاً واحداً: والدي يعمل في السياسة ونحن نسير وراءه». في حين يؤكد مسؤول عوني أنها «كادت تستقيل قبل بضعة أشهر من رئاسة الاتحاد والبلدية كي تتمكن من الترشح، بعد أن جرت مناقشة ذلك بين المر الأب والنائب ميشال عون». علما أن المر رشحّها عام 2002 في وجه شقيقه غبريال من دون أن يحالفها الحظ. وهي، بدل أن تنقل نفوسها الى كسروان بعد زواجها، نقلت نفوس زوجها الى المتن.

من يخلف المر؟

حتى الساعة، لم تدخل ميرنا ميشال المر معترك السياسة فعلياً. اجتماعياً، هي أكثر قرباً من التيار الوطني الحر، وتجمعها بابنة النائب ميشال عون، كلودين، علاقة صداقة متينة من دون أي انعكاسات سياسية. بحسب ميرنا، «قبل شهرين من موعد الانتخابات نمتنع أنا وكلودين عن رؤية بعضنا البعض لنعود بعد انتهاء الاستحقاقات الى صداقتنا المعتادة». تؤكد أن لها صداقات عدة بين السياسيين كوزير التربية الياس بو صعب والنائب سامي الجميل والنائب أغوب بقرادونيان ومرشح القوات في المتن ادي أبي اللمع. ويقول المقربون من «الريّسة» إن «تعلقها بوالدها يؤثر كثيرا في موقفها من زعماء الأحزاب: لا تحب رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي حاول اغتيال والدها وكاد يقتل شقيقها خلال وجوده في المجلس الحربي لو لم ينقذه قائد الجيش يومها النائب ميشال عون. ولا ترتاح لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي يسود علاقته بوالدها توتر تاريخي».

غالبا ما تسري الشائعات، قبيل كل استحقاق انتخابي، حول من سيترشح من آل المر: الوالد أو الابن أم الابنة، لينهي النائب ميشال المر الأحجية بترشيح بنفسه كما فعل أخيرا قبيل التمديد. ولكن، يبقى السؤال الرئيس دائما حول من سيخلف المر، الياس أم ميرنا، وهل تحكم علاقة الشقيقين منافسة سياسية؟ تجيب رئيسة الاتحاد: «لا منافسة من أي نوع، بل تكامل. لديه ما ينقصني ولديّ ما ينقصه». يقول البعض إن ميرنا سرّ أبيها اذ سلمها ارثه البلدي ويعمل على توريثها علاقاته السياسية والاجتماعية بينما شقيقها غائب عن المتن حضورا وخدماتياً، فيما يؤكد أحد البتغرينيين أن ما بين ميرنا والياس «خلافا لما يشاع، عاطفة كبيرة. تستمع الى آرائه وتأخذ بها، واذا ما أراد الترشح يوما ستعمل لانجاحه». ويجزم بعض آخر بأن المر لم يسلّم سرّه الى أحد، واذا ما كان حريصا على اكمال أحد أولاده الطريق، فلن يكون ذلك الا بـ «صفقة سياسية» تنجز في حضوره فقط.