Site icon IMLebanon

مُقرّبون من بري: المُعطيات التي جمعها في القاهرة قد تسمح له بالتحرّك داخلياً مع الأطراف… إلاّ إذا…

 

 

يظهر بوضوح أن ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في القاهرة خلال مشاركته في مؤتمر “البرلمان العربي”، ومن خلال المقرّبين منه، إن ما ينقذ لبنان ويساعده على الخروج من أزماته، هو إمكانية التقارب بين الخليج وإيران والخليج وسوريا، لا سيما وأنه صاحب نظرية الـ “سين ـ سين”، وهو من يراهن على الوصول إلى هذه الأهداف إنطلاقاً من التجارب الماضية الإيجابية، والتي أنتجت اتفاق الطائف، ولاحقاً حكومات ما بعد الطائف والسلم الأهلي وكل تلك الحقبة، على الرغم من كل ما رافقها من شوائب وخلافات وعقبات، إنما وقياساً على ما هو الوضع الراهن من إفلاس البلد وانهياره على كافة الأصعدة، فذلك يبقى أفضل بكثير مما هي الحالة اليوم، ولهذه الغاية يتوقّع، كما يشير المقربون، بأن يكون بري، وخلال لقاءاته على هامش مشاركته في هذا المؤتمر، قد وضع من التقاهم في صورة الوضع اللبناني، ولا يُستبعد بأن يدعو بعض أصدقائه في الخليج، لا سيما في دولة الكويت إلى تفعيل المساعي العربية باتجاه لبنان، ومن ثم التطبيع بين الخليج وإيران وسوريا، لما في ذلك من مصلحة مشتركة للجميع ومن شأنها أن تؤدي إلى خلاص لبنان من أزماته التي وبمعظمها تأتي على خلفية هذه الصراعات.

 

وبناء عليه، يتوقع المقربون من بري، أن يكون لمواقفه صدىً في الداخل والخارج، وستظهر معالمه من خلال الردود الخليجية والعربية، مع إدراكه بأن واشنطن وباريس لهما الدور الأبرز في دفع كل هذه الأطراف إلى التلاقي والتوافق ودعم لبنان المستفيد الأول والأبرز من أي تواصل إيراني ـ خليجي ـ سوري، مع تيقّنه بأن الظروف الراهنة غير مؤاتية، إنما وفي خضم الأزمات الدولية من قرع طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى ما يجري في دول المنطقة من صراعات وانقسامات وخلافات.

 

وبالتالي، فإن ذلك يحول في هذه المرحلة دون إنتاج تسوية دولية لإنقاذ البلد، ولكن بري يرى إمكانية توافق بعض الدول المحورية من الخليج إلى إيران وسوريا، وبرعاية دولية، كما حصل في محطات سابقة، لا سيما تسوية الدوحة، عندها يبنى على هذا التوافق والذي له مؤشراته، وإن لم تتبلور بعد كاللقاءات الديبلوماسية التي تجري بين الرياض وطهران برعاية عراقية، وكذلك، الإيجابيات التي ظهرت في الآونة الأخيرة على خط المفاوضات النووية في فيينا.

 

وفي هذا السياق، يقول المقربون من بري، أنه يحظى بإجماع وتوافق داخلي على أي خطوة قد يقدم عليها، في هذه الظروف الإستثنائية التي يمر بها لبنان، أكان على صعيد “الثنائي الشيعي”، أو من الأطراف الأخرى، على اعتبار أنه سبق له وأن نجح في محطات كثيرة عندما كان لبنان يشهد حروبا وأزمات وخلافات، حتى أن كلمته مسموعة من خصومه السياسيين الذي تربطه بهم صداقات على الرغم من كل الخلافات كـ “القوات اللبنانية” إلى شخصيات مسيحية وإسلامية مستقلة.

 

من هذا المنطلق، وبعد عودة رئيس المجلس من القاهرة، قد يكون كوّن معطيات ومعلومات وأجواء عما ينظر إليه القادة العرب إلى لبنان، وتحديداً الخليجيين منهم، وما هي معطياتهم للمرحلة المقبلة، وما إذا كان هناك من إمكانية لولوج التسوية أو حل الخلافات، فكل ذلك مرهون بالأسابيع القليلة المقبلة، فإذا وجد بري من ضرورة للقيام بأي دور لن يقصّر بذلك، بحسب المقربين منه، لا سيما في حال توفّر إمكانية وأجواء مؤاتية عربياً وإقليمياً ودولياً.