IMLebanon

بري : الأمر لي تفسيراً وتنفيذاً 

 

 

فيما الانظار متجهة الى بعبدا ترقبا لتسريبة من هنا ومعلومة من هناك، بعد اللقاء الخامس الذي جمع رئيسي الجمهورية والمكلف تشكيل الحكومة، وسط وقف التراشق الاعلامي الذي نجح حزب الله في ارسائه، رغم بعض الخروقات على جبهة البياضة – بلاتينوم، جاءت مواقف رئيس مجلس النواب في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، لتطرح الكثير من التساؤلات حول مسار ومصير الاستحقاقات الداهمة.

 

مصادر سياسية متابعة توقفت باهتمام عند الرسائل المشفرة التي حملتها كلمة بري، والتي يمكن اختصارها “بان احدا ما عاد يريد جبران باسيل”، متسائلة عما اذا كان هذا الكلام يخص حركة امل وحدها ام هو نتاج الثنائي الشيعي؟ خصوصا ان “النبيه” شدد على عدم اللعب على وتر العلاقة بين الحزب والحركة.

 

وتابعت المصادر، ان اهمية ما ورد من كلام هو في توقيته، بعيد ساعة من الجولة الخامسة لمحادثات تشكيل الحكومة، التي انتهت كما سابقاتها دون اي انجاز يذكر، سوى “تحميل” عين التينة مسؤولية عدم صدور المراسيم . فهل كان المطلوب اجهاض الولادة الحكومية، وهو ما عبر عنه بطريقة ساخرة “النجيب” في قوله انه لا يمكن اصدار المراسيم في غياب النبيه؟ ام هو تنسيق مشترك بين الرئاستين الثانية والثالثة لاحراج الاولى واخراجها ؟ علما ان ثمة من قرأ في مهرجان صور اتجاها واضحا لعين التينة بانها صاحبة الامر من خلال تلقفها الواضح وتبنيها الاوضح للرئيس المكلف. ام انها محاولة من “النبيه” لاصطياد فرصة تشكيل الحكومة، بعدما ان تيقن انها باتت امرا واقعا مهما طال زمنها او قصر؟

 

فمن باب الغمز، استهدف “ابو مصطفى” بقصفه المركز العهد وحزبه، اللذين اعتمدا خلال الست السنوات سياسة الكيد والنكد، رادا من بوابة “الصفر كهرباء” على مقولة “ما خلونا”، و”فاش غليلو” باتهامه ووزراءه بتعطيل خطط العهد الكهربائية، منتقدا “العبث بالدستور أو التمرّد عليه أو البحث عن اجتهادات غب الطلب”، رافضا اعادة عجلة الزمن إلى الوراء إلى ما قبل الطائف، مؤكدا على الدور المحوري للمجلس النيابي في الفترة المقبلة، سواء لجهة تشريع التفسيرات الدستورية، وحتى فرض التقيد باحترام المهل المحددة لانجاز الاستحقاقات الدستورية.

 

اوساط التيار الوطني الحر اعتبرت ان عين التينة وفت بوعدها الذي قطعته منذ اليوم الاول بان الرئيس عون لن يحكم، فكانت النتيجة “جهنم” التي يعيشها اللبنانيون اليوم، مؤكدة ان احد اهداف الخطاب هو ضرب فرص تشكيل حكومة جديدة، عبر “صبه الزيت على النار” بتناوله مسألة وزراء الدولة، مشيرة الى ان عين التينة تحاول التذاكي من خلال التأكيد على ان الاستحقاقات ضمن المهل الدستورية، في وقت تدرك فيه جيدا ان المعارضة لن تؤمن النصاب القانوني لاي جلسة انتخاب، في حال عدم الاتفاق حول اسم الرئيس العتيد.

 

عود الى بدء، باختصار قالها بري “الامر لي”، فكما انطلقت العلاقة مع “عون الرئيس بتشنج ولا كيمياء”، طبعا جلسة انتخاب “الجنرال” وكلَّ سنوات الحكم الست، هكذا يبدو انها ستنتهي بالتوتر والحملات عينها، رغم فترات الهدنة التي فرضها حليف الحليف في المحطات السياسية الكبرى ضمانا لمصالح “المحور”.