لفتني موضوعان تناولهما الرئيس السابق ميشال عون: في الموضوع الأول قال إنه لا يوجد قضاء في لبنان. وهنا لا بد من التوقف عند هذا القول، لنسأل الرئيس السابق الذي ظلّ 6 سنوات رئيساً للجمهورية.. ماذا كان يفعل خلال الست سنوات؟ هل كان شاهد زور؟.. هذا أولاً.
ثانياً: نسأل الرئيس السابق: هل قال إنّه لا يوجد قضاء في لبنان ولو مرّة واحدة خلال الست سنوات تلك؟ طبعاً لم يقل شيئاً، كل ما فعله انه أوقف التشكيلات القضائية محتجاً بلازمة: غير دستورية وغير ميثاقية… الكلام نفسه يتكرّر عندما يريد أن يهرب من الحقيقة، لأنه يعلم بينه وبين نفسه، ان الحقيقة هي في مكان آخر… إذ ان محور حياته هو ما يأمر به صهره الصغير المدلّل الفاشل..
ثالثاً: قال الرئيس السابق إنه هو الذي اختار الرئيس الأعلى للقضاء القاضي سهيل عبود، وأضاف انه عندما كان يسأل بين القضاة قيل له إنّ القاضي عبود من أفضل القضاة في لبنان وليست عليه أي شائبة ولذلك تمّ اختياره. ولكن عندما جلس الرئيس سهيل عبود والرئيس غسان عويدات ورئيس التفتيش القضائي بركان سعد ثلاثة أشهر ودرسوا، لا بل تفحّصوا كل أسماء المرشحين للقضاء تم الإجماع على اللائحة التي قدّمت الى وزيرة العدل التي كانت تصرّح قبل تقديم اللائحة لها من مجلس القضاء الأعلى، انها تنتظر على أحرّ من الجمر… ولكن لا أحد يعلم لماذا توقفت الوزيرة ماري كلود نجم عن «الحماس» وقالت إنها تريد أن تعيد دراسة الأسماء وانها تتريّث في الردّ، لترفعها الى الرئيس السابق. ولا شك ان هناك اتصالاً جرى مع الوزيرة لا بل ان هناك أوامر من «رئيس الظل» أُعطيت للوزيرة كي توقف التعيينات وتوقف «حماسها»، لأنّ «رئيس الظل» غير موافق. كما تبيّـن في ما بعد، وكما يقولون إنه «لا توجد بصقة تختفي تحت بلاطة» ان القضية هي قضية القاضية غادة عون التي كانت مرشحة للنقل من موقعها كمدعي عام في جبل لبنان، حيث يمكن أن نقول إنّ القاضية غادة عون لا تعمل في القضاء اللبناني بل تعمل عند قضاء خاص اسمه «قضاء رئيس الظل» حيث تستعمل تلك القاضية كل الصلاحيات التي تتوفر للمدعي العام، وهي لعبة بيد الرئيس الظل. وهنا لا بد من أن نعدّد ما قامت به القاضية غادة عون:
أولاً: ما حصل في مكاتب شركة مكتف للصيرفة حيث اقتحمتها المدعية العامة في جبل لبنان القاضية عون بشكل مفاجئ برفقة عناصر من جهاز أمن الدولة وناشطين من تحالف «متحدون».
ثانياً: قضية «سوسيتيه جنرال»، حين تم الايعاز بحجز احتياطي على بعض أصول البنك ورئيسه التنفيذي وإثنين من أعضاء مجلس الادارة.
ثالثاً: استدعاء حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، والعمل على إلباسه تهمة الفساد ومخالفات أخرى.
هذا، ولن نتحدّث عن الأفلام الاستعراضية التي مثّلتها القاضية عون عندما اصطحبت معها الى مكاتب ميشال مكتف، رحمه الله، حدّاداً وخلعت الأبواب. كما اصطحبت نجاراً لكسر أقفال المكاتب وأدراجها. كما سمحت لنفسها بأخذ أجهزة الكومبيوتر الى منزلها، وهذا مخالف للقانون.
لن أطيل الحديث عن القاضية عون لأنّ الناس ملّت منها ومن أفلامها وتصرفاتها التي لا تنتمي الى أي مدرسة قضائية إلاّ مدرسة «الطفل المدلّل الفاشل رئيس الظل».
الرئيس برّي، ومنذ اللحظة الأولى التي زاره فيها الرئيس السابق طالباً تأييده، أعلمه انه لن ينتخبه لأنه لا يرغب بانتخاب رئيسين: الرئيس غير الموجود ورئيس الظل. وكانت صدمة للرئيس السابق ميشال عون، ولكنه ظلّ ساكتاً.
اما الكذبة الكبيرة التي أعلنها الرئيس السابق عندما سألته مذيعة التلفزيون عن الرئيس برّي، فقال إنّ معركته مع الرئيس الحريري، وإنّ الرئيس برّي يحارب الرئيس الحريري.
لم أسمع في حياتي مسؤولاً كبيراً أو صغيراً يفشل ويقول إنه يريد رئيساً يُكمل فشله… عادة من يفشل يذهب الى بيته ويسكت. أمّا أن يذهب الى بيته ويعد الناس بأنه سيدعم رئيساً يكمل ما بدأه، فبالله عليكم: ماذا بقي من الوطن الغالي؟ هل الإنجاز أنّ الدولار في عهدك صار 50 ألف ليرة لبنانية؟ أم إنجازك انه بعدما صرفنا 65 مليار دولار على الكهرباء لا تستطيع الدولة أن تعطي ساعة واحدة «كهرباء» للمواطن؟
أسوأ عهد في تاريخ لبنان كان عهدك… ولا تزال تتحدّث عن انك تريد رئيساً يكمل ما بدأته…
نصيحة لوجه الله: «اترك شيئاً لآخرتك، خصوصاً انك أصبحت في مرحلة متقدّمة من العمر».