Site icon IMLebanon

بري نحو محاولات جديدة… وجلسات رئاسيّة غير مسبوقة 

يُتوقع أن تكون لرئيس المجلس النيابي نبيه بري في الأيام المقبلة، مواقف من شأنها أن تحرّك الجمود السياسي المسيطر رئاسياً وسياسياً، وفي ظل الخلافات بين المكوّنات الداخلية، ولا سيما أن رئيس المجلس، ومنذ فترة، يلوذ بالصمت بعدما أوقف محرّكات انعقاد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وبات واضحاً، وفق المعلومات المتأتية من أكثر من جهة على صلة بالرئيس بري، بما معناه أنه، وعندما دعم خيار انتخاب رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية بـ65 صوتاً، من خلال ما أفضى به معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، فذلك، يدل على أن أول جلسة ستعقد، يكون عندها أُعلن رسمياً ترشيح فرنجية، بعد أن سبق له وأكد على ثوابت ومسلّمات سيلتزم بها في حال وصوله إلى قصر بعبدا، ما يؤكد أيضاً الخيار الأوحد للرئيس بري وبعض القوى السياسية هو رئيس تيار “المردة”، إنما يترقّب رئيس المجلس الأجواء الخارجية، ولا سيما ما رشح عن لقاء باريس الخماسي من معلومات، والتي ربما قد تكون وصلت إليه، وبمعنى آخر، أن رئيس المجلس يدرك أن أي مرشّح رئاسي، ولأي قوى سياسية ينتمي، يحتاج إلى غطاء خارجي فاعل، وتحديداً لجهة توفير مستلزمات الدعم الإقتصادي والمالي من الدول المانحة، كذلك أن ينال ميثاقية من طائفته، وعلى المستوى الوطني العام، فعندما تتوفر هذه المقوّمات، ستنطلق حركة بري في أكثر من اتجاه، وحيث تشير المعلومات، إلى أن أول جلسة سيحدّدها لانتخاب الرئيس العتيد، لن تكون كسابقاتها الجلسات الـ11 التي عقدت حتى الآن، أي سيخرج عن نمطها وكل الترف الذي تمثل عبر مداخلات ومطالبات بعض النواب.

وعندما يُسأل البعض، من القريبين من أجواء عين التينة، يؤكدون أن الجلسة التي ستحدّد قد لا تكون حاسمة لانتخاب الرئيس، إنما مغايرة كلياً شكلاً ومضموناً وأداءً، وقد لا ينتخب خلالها الرئيس العتيد، إنما ربما بعدها، لأن ساعة الحقيقة والخروج عن كل ما مرّ في هذه المرحلة بات مسألة وقت، إلى حين أن تتوضح بعض المعطيات في الداخل والخارج، ليبني الرئيس بري تحرّكه على مقتضاها.

وفي سياق متصل، يظهر جلياً وفق المطلعين، أن حركة جنبلاط ستتواصل في الساعات المقبلة مع مرجعيات وقوى سياسية وحزبية وروحية، وهي تتماهى إلى حدٍّ كبير في التنسيق والتواصل مع حركة بري، أو أنه في أجوائها، وبالمحصلة، وبعد زيارة وفد “اللقاء الديمقراطي” للمرشح الرئاسي النائب ميشال معوض، إلى كل ما أحاط بحراك جنبلاط بصلة، فإنه سيسير بالخطوات التي سيقدم عليها صديقه رئيس المجلس النيابي، ومن الطبيعي عندما تكون قد تكوّنت لديه كل الضمانات، وتوفر الغطاء الدولي والعربي، لأن جنبلاط لديه خصوصية يتفهّمها الرئيس بري، أي أنه لن يخرج عن صداقاته وعلاقاته مع قوى سياسية، وأيضاً مع بعض العواصم العربية لجملة اعتبارات، وحيث عين التينة أيضاً تتفهّمها بأنها مدخل أساسي للحل وللدعم الإقتصادي والمالي للبلد.

إنما، وحتى الساعة، ليس في الأفق ما يؤكد أن الأمور باتت في خواتيمها، باعتبار أن العِقَد كثيرة والعوائق موجودة والخلافات تتفاعل، لكن المحسوم أن الجميع محشور في ما بلغته الأوضاع الإقتصادية من انهيارات لا سابق لها، ولم يعد بوسعهم الإستمرار في هذا الشغور الرئاسي أو المناورات وكسب الوقت، حيث هامشه بدأ يضيق على كل القوى السياسية دون استثناء، وبالتالي، أن الأسابيع القليلة المقبلة قد تكون مدخلاً نحو صيغ جديدة ستطرح، ودائماً وفق المتابعين لما يحصل، أن البوصلة موجّهة نحو عين التينة.