يرتقب، وفق المعلومات المستقاة من مصادر مطلعة، أن يكون الأسبوع المقبل منطلقاً لبلورة ما أفضت إليه أعمال اللجنة الخماسية في باريس، وما قام به السفراء الخمسة على المسؤولين اللبنانيين، فيما تشير المعلومات نفسها، عن أجواء تؤكد بأن لبنان أمام أسبوعين مفصليين، بمعنى أنه، وبعد التدهور الأمني وتفلّت الشارع على خلفية أموال المودعين، وما جرى في المصارف، فإن ذلك سيكون بمثابة انطلاقة لرفع منسوب دور وجهود اللجنة الخماسية، بحيث هناك مؤشرات لدى وزير سابق نقلها له أحد السفراء الغربيين، فحواها أن التوقّعات تتّجه إلى عقد لقاء في وقت قريب للدول المشاركة في أعمال اللجنة الخماسية، ولا يستبعد أن يعقد هذا اللقاء في العاصمة الفرنسية، أو في دولة خليجية، من أجل تقييم الإتصالات التي قام بها ممثلو الدول المشاركة في لقاء باريس، وخصوصاً ما أفضت إليه الإتصالات بين قطر وإيران، وصولاً إلى إمكانية إعادة إحياء التواصل الفرنسي ـ الإيراني، في حال نجحت الدوحة في مساعيها مع طهران.
ولم تستبعد المعلومات نفسها، التوصل إلى حلّ في هذا الإطار، بمعنى أن ثمة تقاطع مصالح دولية ـ إقليمية ربطاً بما يجري في المنطقة من تطورات وحروب، إنما، ووفق ما ينقل عن الوزير السابق، هناك محاولات جارية من أجل تحييد الملف اللبناني عن الوضع في الإقليم، وتمرير صيغة حل تقضي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وهذا ما سبق وأن حصل في لحظة دولية وإقليمية مشابهة عندما تشكلت حكومة الرئيس تمام سلام، بعدما استمرت عملية تأليف هذه الحكومة لأكثر من سنة، وهذا ما يُعمَل عليه اليوم من خلال الجهود التي، ووفق المعطيات، إندفعت بقوة في الساعات الماضية بعد التطورات الأمنية في الشارع.
وبالتالي، تابعت المعلومات، أن القلق الذي ساور كل الأطراف العاملة على خط إنهاء الأزمة الداخلية، إنما أتى على خلفية المخاوف من أن تنزلق الأمور إلى ما هو أخطر بكثير، ولذلك، فإن آخر ما يتم التداول به، هو ضرورة الإستماع إلى معظم الأطراف، والتوافق على مرشح حيادي، وإن كان من خارج المرشحين الأساسيين الطبيعيين، لأنهما يشكلان صراعاً غير مسبوق بين المكوّنات السياسية، ومعظم الأحداث التي تحصل إنما هي في إطار تصفية الحسابات على خلفية أنهما المرشحان الأساسيان، بمعنى أن هناك أكثر من مخرج، فإما التوافق على أحدهما من خلال الإجماع الداخلي وغطاء دولي، وإلا الذهاب إلى مرشح “فلتة شوط” خارج هذه الخيارات، إنما المساعي الآيلة لإخراج لبنان من عنق الزجاجة لم تعد تحتمل الترف السياسي، وهذا ما قاله أحد السفراء العرب لمرجع سياسي، لأن ما يملكونه من معلومات هي خراب شامل للبنان إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، وبناء على هذه الأجواء، فإن ما يثار في بعض الدوائر التابعة للعواصم الخمس التي شاركت في اللقاء الباريسي، تدل على أن هناك حراكا على مستوى كبير للإسراع في إيجاد الحلول الناجعة، ولو بلغة حاسمة، وربما أكثر من ذلك بكثير، باعتبار أن السقوط الكبير بات مسألة أيام معدودة في حال لم يتم تدارك هذا الوضع القائم حالياً.
وأخيراً، وعلى خط آخر، علم أن مواقف سياسية داخلية ستكون في غاية الأهمية، ومن شأنها تحديد بوصلة التحرك المقبل، وقد يكون لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، مواقف أساسية في هذا الإطار، يبنى عليها الكثير على خط الإستحقاق الرئاسي، وما يمكن أن يقدم عليه في الأيام القليلة المقبلة.