لم يتأخر رد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على متهميه بإقفال المجلس النيابي وتهديده بالعقوبات الأميركية، فالرجل الذي فاوض الاميركيين في ملفات صعبة ومعقدة لسنوات وسنوات يُدرك أن التهديد والتنفيذ لا يغيران بالمواقف شيئاً، وبحال أراد الأميركيون فرض العقوبات عليه، فسيخسرون الرجل المفاوض الشيعي الأول بالجمهورية اللبنانية والمنطقة، مع ما يحمله هذا الأمر من تداعيات مستقبلية.
بحسب المحيطين برئيس المجلس فإن الحملة عليه واضحة المعالم بالنسبة إليه، فبعد التهديد بالعقوبات على المعرقلين والمعطلين، تغيرت نغمة القوى المعارضة التي كان موقفها واضحاً بعدم تأمين النصاب لجلسة انتخاب يكون بطلها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فانتقلت من مرحلة المجاهرة بالتعطيل الى مرحلة اتهام الآخرين له، بينما الفعل الأساسي الذي يجب عليهم القيام به لا يزال لم يكتمل وهو إعلان ترشيح مرشح جدي لمواجهة ترشيح فرنجية، بغض النظر عن تداعيات هذا الترشيح.
يرى المحيطون ببري أن ارتفاع صوت الاتهام لدى قوى معينة مردّه لعدم قدرتهم على الاتفاق على مرشح، فحتى إسم جهاد أزعور لم يتمكن بعد من تحقيق التقدم الملموس، بل تمكن من حصد التأييد الإعلامي، والحجة اليوم هي بالبحث عن وسيلة لإعلان الدعم، وبالتالي ليس صحيحاً وجود مرشحين بالبلد بل مرشح واحد حتى اللحظة.
بحسب مصادر بارزة في قوى 8 آذار الداعمة لترشيح رئيس تيار المردة فإن رئيس المجلس كما أكد سابقاً سيدعو الى جلسة انتخاب بحال تم الإعلان الرسمي عن ترشيح أزعور من قبل القوى التي تقول بأنها تدعم ترشيحه، لكن السؤال هل سيقبل أزعور بهذا الدعم، وهو الذي زار الثنائي الشيعي طارحاً نفسه كمرشح توافقي لا صدامي، أم أن الفكرة هي بإظهار الدعم الاعلامي له لاتهام الآخرين بالتعطيل؟
بحال حصل ازعور على الدعم المفترض وبحال رضي بأن يكون مرشحاً بوجه فرنجية، وتمت الدعوة الى جلسة، فتؤكد المصادر أنه دون تنسيق وتسوية لن يكون هناك رئيس للجمهورية، فتجربة سليمان فرنجية الجد لن تتكرر مع فرنجية الحفيد داخل المجلس لان الظروف مختلفة بشكل كامل اليوم، والقوى الرئيسية بالبلد تعلم بأن التوزان في السلطة يفترض التسويات لا التحديات والمعارك، والرئيس الجديد لن يتمكن من تحقيق أي تقدم بحال كان وصوله نتاج معارك فيها رابح وخاسر، لذلك بحال حصلت الجلسة دون تسوية لن تُستكمل لأن الطرفين لا يثقان ببعضهما البعض، ولن يسمحا بالمفاجآت.
من هذا الواقع انطلق الفرنسيون عندما نصحوا البطريرك الماروني بالتواصل مع الجميع بسرعة بمن فيهم حزب الله، فهذه الطريق هي الأقرب لإنهاء الفراغ، وبحسب المصادر فقد بدأ الراعي عمله لرسم مسار التواصل الذي سينطلق خلال أيام قليلة مع الجميع، كذلك تكشف المصادر أن القسم الاول من شهر حزيران سيشهد زيارات عربية وغربية معلنة وغير معلنة الى لبنان لمحاولة إنجاح المساعي العربية والدولية بإنهاء الفراغ قبل نهاية شهر حزيران، ولو أن تلميحات رئيس المجلس النيابي بإسقاط المهل أصبحت اكثر وضوحاً بالفترة الأخيرة.