Site icon IMLebanon

بري ونولاند والحوار بالإنكليزية

 

بلغ الرئيس نبيه بري أمس في الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية مرتبة جديدة تؤهله، متى أراد، أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، اذ لم يسبق لرئيس برلمان أن كان صاحب قرار في تعطيل الجلسات النيابية، ولا سيما الرئاسية مثلما فعل هو. ولا داعي لتعداد الأمثلة، بل نكتفي بواحدة في زمن الشغور الذي امتد عامين و5 أشهر بين 2014 و2016 حتى وصل العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.

 

كي لا يظهر بري، وكأنّه وحده من يتحمّل كل خطايا الزمن السوري، وبعده زمن «حزب الله»، منذ أن وصل رئيس حركة «أمل» إلى رئاسة البرلمان العام 1992 ولا يزال حتى اليوم. لكن الفارق بينه وبين أسلافه شاسع جداً، لجهة قدرة الرئيس الرقم 2 في الجمهورية، على صمّ أذنيه، كما فعل أمس، فلم يأبه للنواب الذين قالوا له إنّ عدد المقترعين هم 127، وإنّ الصوت المفقود يوجب دستورياً إعادة عملية الاقتراع. ولما عاد السمع إلى مجراه الطبيعي، كان جواب بري: «ما راح تفرق على صوت». وهنا يقصد بري، كما يشرح محبوه ومريدوه، أنّ النتيجة النهائية للدورة الأولى أدّت إلى نيل مرشحه فرنجية 51 صوتاً، وإلى نيل أزعور مرشح تقاطع المعارضة 59 صوتاً، وبالتالي لم يفز أحد منهما في الدورة الأولى بنيله ثلثيّ أصوات نواب البرلمان الـ128.

 

لو امتد الجدل في جلسة الأمس، لكان أحد النواب سأل: «شو جاب بري الصوت الضائع من كيس أبيه؟».

 

عشية الجلسة، شكرت وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند الرئيس بري خلال «محادثة بناءة» أجرتها بالانكليزية معه على «استعداده لمحاولة الحفاظ على النصاب القانوني، وبالتالي عقد جلسة انتخابية مفتوحة حتى يتمكن البرلمان من اختيار الرئيس». وعلم أنّ بري الذي يجيد الاستماع إلى لغة العالم الانكلوفوني بعدما عاش أعواماً في ولاية ميتشيغن الأميركية في أعوام الصبا، فهم على ما يبدو من كلام المسؤولة الأميركية عبارة «النصاب القانوني»، وهو فعلاً يستحق الشكر المسبق الذي أسدته له. أما كلامها الوارد في البيان الصادر عنها عن «جلسة نيابية مفتوحة»، فمن الواضح أنّ بري لم يسمعه أو يقرأه صبيحة يوم الجلسة، والذي نشر باللغة العربية.

 

خرج بري أمس من ساحة النجمة مسروراً إلى عين التينة، لأنه أتمّ واجباته البرلمانية، كما عاهد نولاند. وعليه سارع من مقره الرئاسي إلى إصدار بيان يدعو فيه إلى «سلوك طريق الحوار… ثم الحوار… ثم الحوار». وبدا أنّ رئيس المؤسسة الاشتراعية يقول باللغة العربية ما قالته المسؤولة الأميركية لبري ان يسلك طريق «الجلسة المفتوحة… ثم الجلسة… ثم الجلسة» حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

بحسب معلومات بري الانكليزية، كلمة «جلسة» ترجمتها العربية هي «الحوار». أما في لبنان، فثبت لغوياً من خلال مسيرة بري المديدة أنّ «الحوار» عنده هو عملياً «حوار الطرشان».