Site icon IMLebanon

بري يطمئِن

 

لافتاً جدّاً كان الكلام الذي أدلى به رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الزميل محمد شقير ونشرته جريدة «الشرق الأوسط»، يوم أمس، إذ حمل شحنة من الطمأنينة الى اللبنانيين الذين يقيمون على هاجس الحرب الموسّعة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي.

 

قال أبو مصطفى: «لن ننجرّ الى حرب مفتوحة مع إسرائيل وسنبقى نمارس ضبط النفس ونعمل على استيعاب العدوان الإسرائيلي»، مؤكِّداً على أن سماحة السيد حسن نصرالله «لن يبادر» الى توسعة الحرب.

 

ومع أن موقف أمين عام حزب الله معروف ومُعْلَن وقد أدلى به «السيّد» وكرّره غيرَ مرةٍ، وبكلام واضح وصريح ومباشر، إلّا أن التأكيد عليه من الرئيس برّي يأخذ بعداً مختلفاً، هذه المرّة، نظراً للاعتبارات الموضوعية الآتية:

 

أولاً – عندما تحدث سماحة السيد في هذه النقطة لم تكن «حركة أمل»، قد انخرطت، بعد، في «حرب المساندة والمشاغلة» في الجنوب. ومن باب الاستدراك نقول: إنها ربما كانت مشارِكة في هذه الحرب، ولكن ذلك لم يكن معلَناً عنه. وهذا يعني أن الحركة ليست فاتحة على حسابها في الجنوب، وبالتالي عندما يقول زعيمها: «لن ننجرّ الخ…» فهذا يعني، حكماً أنه موقف عام للجانب اللبناني في جبهة الجنوب. أمّا بالنسبة الى غير اللبنانيين المتواجدين على هذه الجبهة فالقرار ليس في أيديهم، وهذه حقيقة لا يناقش فيها اثنان.

 

ثانياً – إن الرئيس بري مرجعية مهمة، وبالذات في حال الفراغ الرئاسي، لذلك نرى عين التينة محور اللقاءات والمباحثات، ومحجّةً للموفَدين والزوار على اختلاف مقاماتهم ومسؤولياتهم في بلدانهم، وأدوارهم ومهامهم المكلَّفين إياها عندنا(…).

 

ثالثاً – يجيء موقف الرئيس نبيه برّي في توقيت بالغ الخطورة والدقة، وبالذات في اللحظة الحاسمة التي أشعل نيرانها الاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، وما تلاها من إنذارات وتهديدات متبادَلَة بين طهران ومعها حلفاؤها (وأبرزهم حزب الله) وبين الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة، لا سيما وأننا تلقينا من المزعومين محلّلين وخبراء الكثير من المواعيد (بالأيام وحتى بالساعات) عن الانفجار الكبير…

 

وفي تقديرنا أن جرعة التطمين التي ضخها نبيه بري كانت أكثر من ضرورية في هذه المرحلة العصيبة. أمّا اذا كان للعدو حساب مختلِفٌ، فهذا شأن آخر!