IMLebanon

بري للنواب: نريد رئيساً عادلاً لا pro «امل» ولا pro حزب و «بلشوا من عندكن» 

 

 

 

في عز العدوان الاسرائيلي الهمجي المتمادي على لبنان، وعلى وقع محاولات جيش العدو التوغل برا جنوبا، خرج نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بتصريح من على منبر عين التينة بعد لقاء جمعه مع النواب المستقلين الخارجين من «التيار الوطني الحر»، ليعلن ما حرفيته : «ابلغنا الرئيس بري انه لم يعد متمسكا بالحوار كشرط اساسي لانتخاب الرئيس».

 

هذا التصريح اللافت بمضمونه، كان سبقه تصريح قبل يوم لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ومن على منبر عين التينة ايضا يعلن فيه :”ان الرئيس بري ابلغنا انه فور وقف اطلاق النار، فهو مستعد للدعوة لجلسة لانتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدي». علما ان بري عاد واكد بعيد هذا التصريح، انه يرفض ربط وقف النار بملف الاستحقاق الرئاسي. فما الذي يجري؟ وهل حُسِمت المعركة قبل انتهاء الميدان، وبات الثنائي مقتنعا بان اوراق ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية انتهت؟ هل هي مناورة ذكية من رئيس البرلمان يزيح عبرها «حمل الرئاسة» ، واتهام الغرب للثنائي بالتمسك بفرنجية، ويرمي الكرة بملعب المعارضة؟

 

اسئلة كلها مشروعة حتى اللحظة، لكن في كلا الحالتين لا بد من الاعتراف بحسب ما تقول اوساط مطلعة على حركة الاتصالات الجارية، بان الرئيس بري وبما نقل عنه، قد قدم تنازلين رئاسيين كبيرين، يتمثل الاول بالتخلي عن شرط الحوار الذي سيسبق اية جلسة لانتخاب الرئيس تماما كما كانت كل مبادراته تنص بالسابق، اما الامر الثاني وهنا الاهم بحسب الاوساط فهو التخلي غير المعلن بعد عن ترشيح سليمان فرنجية.

 

فسواء كان بري جادا بما يقوله او يناور، فهو قدم تنازلا شكليا كما جوهريا، والكرة اليوم باتت فعلا بملعب معارضي ترشيح فرنجية وفي مقدمهم «القوات»، التي كانت ترفض بشكل قاطع اعتماد الحوار المسبق كشرط لاي انتخابات رئاسية.

 

المعلومات من مصادر موثوقة اطلعت بالساعات الماضية على جو بري، تشير الى ان رئيس مجلس النواب فاتح باجتماعاته امس زائريه من النواب، بانه بات ضروريا تمرير انتخابات الرئيس اليوم قبل الغد، بظل ما تشهده المنطقة ولبنان حكما من تطورات دراماتيكية، وهو اكد انه يسير بالرئيس التوافقي، شرط ان يحصل على الثلثين اي على غالبية 86 صوتا.

 

وفي هذا السياق، فقد فاتح بري النواب بالقول: « روحوا اتفقوا على اسم او 2  او 3» ، وبعدها انا مستعد للدعوة لجلسة بدورات مفتوحة حتى الانتخاب، فبادره هنا بعض النواب بالقول : «سمّ لنا اسمين او 3 يمكن ان يسير بهما الثنائي»، فرد بري هنا سريعا «ليش بدكن تبلشوا من عنا بلشوا من عندكن… وجربوني».

 

وأضاف رئيس مجلس النواب : «اذ تمكنا من الوصول لرئيس توافقي فهذا امر مهم»، وتابع «نحن نريد رئيسا وسطيا، لا يكونPro «امل» ولا Pro حزب، بل رئيسا توافقيا يوافق عليه الجميع، يحمي لبنان ويواكب ما قد يحصل من تفاوضات». حتى انه خلال اجتماعه بأعضاء تكتل «الاعتدال الوطني» توجه لهم بالقول : «بدنا رئيس على اسمكن «عادل». كما اردف: «ويا ريت بنتوافق على رئيس حكومة ايضا».

 

وبعد هذا الكلام خرج النواب بعد لقائهم بري بانطباع ايجابي، يؤكد رغبة رئيس البرلمان بتمرير انتخابات الرئاسة. وقال مصدر شارك بالاجتماع للديار : « الرئيس بري تخلى عن الشكليات، وهذا يسجل له والكرة اليوم بملعب المعارضين». وتابع : «فمن الحكمة ان تتلقف «القوات» كلام الرئيس بري وتبادر للاتفاق مع الكتل، ولاسيما المسيحية في ما بينها على اسم توافقي يرضى به الجميع بمن فيهم الثنائي»، واضاف: «فانتظار المعركة قد لا يفيد لانها قد تطول».

 

على اي حال وبانتظار موقف «القوات» التي لا تزال حتى الساعة تلوذ بالصمت، يبدو واضحا ان المعركة ستطول، وان مسارها جعل الثنائي يتنازل عن الرئاسة لمصلحة لبنان. وعلم ان بري اكد لمن التقاهم انه صحيح ان الحزب تلقى صدمات وضربات قوية كان آخرها استشهاد امينه العام السيد حسن نصر الله، لكن المعركة لم تنته بعد «والشباب اقوياء بالميدان»، فلننتظر ونرى.

 

بعد كلام بري المتقدم، تقول اوساط بارزة : يبدو ان حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية باتت معدومة، وهو يدرك ذلك ويقول لسائليه : «بالنسبة الي انتهت المعركة، لا سيما مع استشهاد السيد نصر الله». وتضيف الاوساط : العمل والجهود تبذل لانتخاب رئيس، لكن الامر صعب حتى الساعة، ولو ان اسماء توافقية باتت تلوح بالافق قد يكون جوزيف عون احداها. علما ان مصدرا موثوقا استبعد ذلك، انطلاقا من ان اسمه قد يعتبر تحديا لفريق معين. وعليه، فأسهم اللواء بيسري الى ارتفاع مستمر، وكذلك العميد جورج خوري اذا كان الوضع يتطلب اسما امنيا، اما في حال استبعاد هذه الاسماء، فاسماء وسطية محايدة بدأ يحكى فيها بالكواليس بعيدا عن الاضواء!