IMLebanon

الكلمة المسموعة  

 

 

زمن الفراغ الرئاسي كان الرئيس نبيه بري يرعى طاولة الحوار ما كان منه موسعاً أو ثنائياً مثل الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله. أما بعد انتخاب رئيس للجمهورية وعودة طاولة الحوار الى قصر بعبدا (أحياناً بمن حضر) فلم يتخل رئيس المجلس النيابي عن مساعيه في تقريب وجهات النظر عاقداً سلسلة لقاءات ثنائية بين الأطراف، بدأها بنفسه باللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل… أما آخرها فكان بين رئيسي الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان.

 

يهجس الرئيس بري، هذه الأيام، في ضرورة انتشال لبنان من الهاوية التي يرسف فيها اقتصادياً ومالياً وحياتياً… كما يهجس في السلم الأهلي. وفي وقت يستعد الرئيس ميشال عون الى مؤتمر بعبدا الموسع الذي تشمل الدعوات الى حضوره رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين ورؤساء الكتل النيابية ورؤساء الأحزاب، لا يدعي الرئيس بري أنه، وحده، يدرك خطورة الأزمة والمأزق اللذين انزلق إليهما لبنان… ولكن أدراك الأزمة لا  يكفي إذ يجب التحرك من أجل وقفها، ثم وضع خطة وطنية شاملة للنهوض، ولو على مراحل.

 

وثمة إجماع على أن عين التينة تملك قدرات قد لا تتوافر لسواها، ما يؤهلها لأن تبادر منطلقة من إمكانات وثوابت. وقد يكون الرئيس بري القيادي اللبناني الوحيد الذي يملك حرية القرار بين الأطراف كلها مهما كان الخلاف مستحكماً في ما بينها. فهو الوحيد الذي تبدو طرق التواصل سالكة أمامه مع حزب الله وتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتيار المردة والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب والديموقراطي اللبناني… وأيضاً “المستقلون”.

 

صحيح أن هؤلاء ليسوا جميعاً على توافق سياسي مع بري… ولكنهم جميعاً ينظرون اليه بعين التقدير، والإعجاب بقدرته على تدوير الزوايا وابتكار الحلول… خصوصاً أن الرجل توافقي بطبعه وهو لم يجنح سابقاً، ولا يجنح اليوم، ولن يجنح غداً، الى طروحات استفزازية… ما يجعله متمكناً من إدارة اللقاءات والدفع بها في الاتجاهات المقبولة.

 

إن مواقف الرئيس بري معروفة، وتحالفاته معلنة، وخياراته واضحة. والأهم شعاره الأثير: لبنان بلد التوافق. وعليه فإن كلمته مسموعة ومحترمة.