التسوية لم تنضج عند برّي ولم ترسُ على برِّ عون
في “أمر اليوم” وفي العيد الواحد والثمانين للاستقلال، كان قائد الجيش العماد جوزيف عون واضحاً! فرسّم حدود الجيش في لبنان من جنوبه إلى الأراضي اللبنانية كافّة ووضع خطوطاً حمراً لعمله!
وعلى عتبتَي التمديد له وطرح اسمه بقوّة في السباق الرئاسي، حسم “القائد” الأمر. وكلّ من يسأل عن دور الجيش اليوم وفي المرحلة المقبلة وخصوصاً بعد وقف إطلاق النار وقدرته على تطبيق القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701، قال عون “الجيش لن يترك الجنوب وهو يعمل بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) ضمن إطار القرار 1701”. لا بل أكثر من ذلك، أكّد عون “أن الجيش ينفّذ مهماته على كلّ الأراضي اللبنانية ويتصدّى لكلّ محاولات زعزعة الاستقرار والأمن، فالوحدة الوطنية والسلم الأهلي خطان أحمران!”
وفي ما يشبه “لطشة” المحرّضين على الجيش ومحاولة الانتقاص من دوره، كما فعل، الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم منذ فترة، ومن دون أن يسمّيه، ردّ عون على ما سمّاها “حملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش”!
وكمن يؤكد أن اسمه “الرئاسي” محلّ ثقة في الداخل والخارج، لكنّه لا يستخدم ذلك في حسابات شخصية وخاصة، قال عون إن “المؤسسة تحظى بإجماعين محلّي ودولي، وستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيداً من أي حسابات ضيقة”.
من هنا، السؤال اليوم عن التمديد لقائد الجيش! فمن يريد له البقاء في السّباق الرئاسي وعدم قطع طريق “بعبدا” عليه، لن يقفل باب التمديد وسيمدد له، أمّا من يريد إقصاءه من السباق الرئاسي فلن يمدد له!
نعم، مهما ناور المعنيون، هكذا هي المعادلة، بهذه البساطة!
لكنّ التمديد حاصل … فعون في جعبته أكثرية أصوات مجلس النواب للتمديد، وهذا ما يقلق بعضهم ممن يرشحون أو يفضّلون غيره للرئاسة، حتّى الآن، بما أنّ الميدان لم يقل كلمته النهائية بعد، وبما أنّ التسوية لم تنجز بعد.
من هنا، علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، قال لأحد المسؤولين الأجانب، في معرض حديثه عن اقتراح القانون الذي قدّمه تكتل “الإعتدال الوطني” الذي يقترح التمديد لقادة الأجهزة الأمنية جميعهم، أي لقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، “ما بمشي بقانون بيتعلّق بشخص واحد، لأنو بينطعن فيه، لازم يكون القانون عندو طابع الشمولية” كاقتراح “التكتل”…
لكنّ برّي استطرد قائلاً للمسؤول المعني “بسّ التمديد بقيادة الجيش ما إلو علاقة بالرئاسة!”.
ومن كلام بري هذا، يفهم أمران: أولاً أن “حزب الله” لم يعطِ الضوء الأخضر بعد لقائد الجيش في الرئاسة، وثانياً أن التسوية الإقليمية والدولية لم تنضج بعد ولم ترسُ عند برّي ولا على برِّ قائد الجيش.