Site icon IMLebanon

“بضربة معلّم” بري يعاجل الضغوط الدوليّة وسلّة أسماء من نواب وعسكريين ووزراء سابقين

 

 

 

بضربة “معلّم” وعلى قاعدة “انا عملت اللي عليي” ، استبق رئيس مجلس النواب كل الضغوط الدولية المتوقعة بقابل الايام بعيد وقف اطلاق النار، واولها لقاءات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع الفرقاء اللبنانيين وحدد على مسمع النواب الـ 128 المجتمعين 9 كانون الثاني موعدا لجلسة “يجب ان تكون مثمرة”، ولاسيما انها ستكون بحضور السفراء الاجانب، تماما كما قال بري.

 

هذا الموقف الذي اتى ردا على مداخلة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي كان يتحدث خلال الجلسة التشريعية متوجها بالشكر لجهود الرئيسين ميقاتي وبري بالتوصل لوقف لاطلاق النار، متمنيا ان تكون جلسة 9 كانون مثمرة، طرح اكثر من علامة استفهام حول توقيته وما اذا كان deal وقف النار قد انسحب ايضا على الملف الرئاسي وحسم معه اسم وهوية الرئيس المقبل، فلم اعلنه رئيس المجلس في هذا التوقيت بالذات؟ تزامنا مع جلسة التمديد لقائد الجيش جوزيف عون والذي تتمنى وصوله الى سدة الرئاسة دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة الاميركية كما الممكلة ؟ وهل حمل معه الموفد الفرنسي اسما محددا باطار التسوية المطروحة بظل الدور الفاعل الذي لعبته فرنسا بالتوصل لوقف اطلاق النار في لبنان؟

 

معلومات الديار من مصادر نيابية مطلعة تكشف بان بري حاول استباق زيارة لودريان الذي كان بلا شك سيحثّ باتجاه وجوب الدعوة لجلسة انتخابية طالما ان وقف النار قد حصل، فسحب بري من لودريان هذا المطلب وفعلها معلنا 9 كانون الثاني موعدا لجلسة يفترض ان تكون مثمرة. المصادر تشير الى ان بري وبهذه الخطوة، اظهر للمجتمع الدولي انه نفذ ما وعد به وهو انه سيدعو لجلسة فور التوصل لوقف لاطلاق النار في لبنان باعتبار ان انتخاب الرئيس تحت النار مستحيل . وبالفعل صدق رئيس مجلس النواب وها هو ضمن مهلة الـ 60 يوما المحددة باطار تجربة اتفاق وقف اطلاق النار ، وفي اليوم الثاني من سريان هذا الاتفاق حدد الموعد قاذفا اياه 41 يوما ، معتبرا اياها مهلة كافية لتوافق الفرقاء على رئيس “يجمع ولا يشكل تحديا لاحد”.

 

ولكن هل من اسم بات محسوما باطار الديل؟

 

نسأل مصادر نيابية مطلعة على جو لقاءات لودريان في بيروت ، فترد جازمة : لا رئيس محسوما بعد والموفد الفرنسي لم يحمل معه اي جديد رئاسي، ولم يطرح اي اسم. وتكشف المصادر ان جوهر لقاءات لودريان مع مختلف الكتل هدفت للتأكيد بان فرنسا شريكة اساسية باتفاق وقف اطلاق النار وهي حريصة على استكمال المسار الذي ” لا بد ان يتوّج بانتخاب الرئيس سريعا”.

 

وفي هذا السياق تكشف المصادر ان لودريان حمل خلال لقاءاته رسالة فرنسية واضحة مفادها بالعربية :” ما فيكن تكفوا هيك…البلد تدمّر “، وبحسب معلومات الديار فخلال لقاء لودريان باعضاء اللقاء التشاوري الاربعة الياس بوصعب والان عون وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا ، والذي حرص الموفد الفرنسي ان يكونوا ضمن اجندة لقاءاته ببيروت نظرا لعلاقتهم الجيدة مع كل الاطراف السياسية واطلاعهم بالتالي على اجواء كل من حزب الله والقوات، استحضر نائبه سيمون ابي رميا امام هذا الكلام الـ Titanic ليتوجه للودريان بالقول : “كنا بتايتانيك اقتصادي”، صرنا بتايتانيك على كل المستويات واكمل “بدنا نطلع من هالتايتانيك”. هذا الكلام لابي رميا الذي يعرف جيدا كيف “يدغدغ ” الفرنسي نظرا لعلاقاته القوية على خط بيروت باريس وانطلاقا من موقعه كرئيس للجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية وعمق اطلاعه على طريقة عمل السياسة الفرنسية على مدى سنوات طوال، اثار اعجاب لودريان الذي علق بما معناه ان هذا المطلوب عبر اكتمال مسار وقف النار بانتخاب رئيس وانتظام عمل المؤسسات واجراء الاصلاحات المطلوبة.

 

وفي اطار الحديث عما هو مطلوب من لبنان، اشارت اوساط مطلعة على الجو الفرنسي اللبناني الى ان الموفد الفرنسي الذي حط في اليوم التالي لوقف النار اتى برسالة رئاسية ليست ممهورة باسم مطلوب دوليا انما اساسها هو الذي اسمعه لودريان لمختلف من التقاهم في بيروت ومفاده : يجب انتخاب رئيس يعمل على لم الشمل ، لا يستبعد اي مكون ، يجمع ولا يفرق ولا يشكل تحديا لاي طرف”.

 

اما في بورصة الاسماء، وردا على سؤال عن حظوظ قائد الجيش جوزيف عون ولاسيما ان اكثر من دولة ترغب فعليا باعتلائه سدة الرئاسة ودخوله قصر بعبدا نظرا لتجربته الناجحة باكثر من ملف وطريقة تعاطيه مع الحرب الاخيرة على لبنان، فيرد مصدر مطلع على جو التفاوض بالقول :”لا شك ان للعماد عون حظوظا رئاسية لكنها تواجه حتى الساعة بصعوبة بالداخل بظل فيتو فريق مسيحي هو التيار وعدم حماسة حزب الله ولو ان امينه العام كما اكثر من نائب حرص على توجيه اكثر من رسالة ايجابية تجاه تعاون الجيش الذي قدم الشهداء والدماء خلال العدوان على لبنان، من هنا فوصول عون لا يزال صعبا الا اذا تمكن الخارج من فرض عون رئيسا على قاعدة :” خذوا اعادة اعمار ومساعدات واستثمارات لاستنهاض الوضع الاقتصادي الراهن واعطونا جوزيف عون رئيسا ” على قاعدة Qui donne ordonne.

 

وانطلاقا من هذه القاعدة، يتابع المصدر ان لبنان بامس الحاجة لاعادة الاعمار ولمن يمد يده لهذه المهمة من دول الخليج والدول الغربية وهو مدرك تماما لاهمية هذا الموضوع اذ يؤكد مطلعون على جو الحزب ان الاخير يعرف تماما الحاجة لوجود دول الخليج الى جانب لبنان لاعادة اعماره بعد الخسائر الكارثية التي مني بها جراء العدوان الاسرائيلي الذي دمّر الحجر والبشر ومحا معالم القرى، ويتابع المصدر ان هذا الدافع من شأنه ان يدفع الحزب ومعه الرئيس بري للاتيان بعون الا انه يحرص بالوقت نفسه على الاشارة الى انه الى جانب جوزيف عون واللواء البيسري الذي لا يزال اسمه مطروحا بقوة، ولو عن بُعد، فهناك سلة اسماء اخرى بدأ يهمس بها بالكواليس قوامها نواب حاليون ومنهم ابراهيم كنعان المعروف بعلاقته الجيدة مع الجميع من القوات التي تشكل طرفا اساسيا بالملف الرئاسي الى امل وحزب الله كما الاشتراكي والسنة وقربه من بكركي راس الكنيسة المارونية، كما فريد هيكل الخازن، البعيد عن الاضواء، الذي عرف كيف ينسج علاقات جيدة مع مختلف الكتل ولاسيما ان فرنجية بات خارج المعادلة الرئاسية، الى جانب علاقته التاريخية ببكركي وكذلك نعمت افرام علما ان الاخير يواجه بفيتو من التيار الوطني الحر، وزياد بارود الوسطي صاحب العلاقات الجيدة بالداخل كما الخارج والذي يبدو انه يلاقي قبولا من الغالبية واوراقه تتقدم اضافة الى الوزير السابق ناصيف حتي.

 

فهل تخرج جلسة التاسع من كانون الثاني المنتظرة بالرئيس الموعد على حصان التسويات ؟