Site icon IMLebanon

عبارة بري ” لبنان بدّو يمشي ” إشارة إيجابيّة تستحضر الأجواء الإيجابيّة

 

إتصالات مفتوحة لمعالجة أسباب مقاطعة الثنائي… وفتح أبواب تأليف حكومة جامعة 

 

 

خيم قرار الثنائي الشيعي مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة، التي اجرى الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة يومها الاول امس في مجلس النواب، على الاجواء التي سادت تحت قبة البرلمان وخارجه. وبقيت الاسئلة مطروحة حول سبل معالجة اسباب قراره، وآثار ما جرى قبل وخلال وبعد التكليف، وتصويب امور عديدة حصلت باتجاه تجاوز امتحان تأليف الحكومة الجديدة، ومنحها الثقة في الاجواء الوفاقية المفترضة، التي اتت برئيس الجمهورية وعبدت الطريق امام التكليف .

 

بعد اعلان الثنائي امل وحزب الله مساء اول من امس مقاطعة الاستشارات، بدأت اتصالات مكثفة لحلحلة الامور في اجواء مفادها ان الرئيس جوزف عون دخل على خط هذه المساعي، التي لم تتوقف منذ صباح امس وحتى الليل. وشارك فيها نواب وسياسيون واطراف وقصر بعبدا، ومنهم نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، الذي كان في المجلس على تواصل مباشر مع سلام وعبر الهاتف مع الرئيس بري في عين التينة، وشاركه ايضا نواب آخرون من كتل اخرى، ومنهم زملاؤه في “اللقاء التشاوري المستقل” .

 

وكما كان متوقعا لم ينتقل الرئيس بري من عين التينة الى ساحة النجمة للقاء الرئيس سلام في الموعد المحدد في برنامج الاستشارات عند العاشرة صباحا، وتأكد ايضا ان كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” مستمرتان في قرار المقاطعة .

 

وقال مصدر نيابي مطلع لـ “الديار” ان ما اقدم عليه الثنائي الشيعي ليس مجرد رسالة انشائية، بقدر ما هي رسالة ثانية بعد الرسالة الاولى، التي رافقت استشارات قصر بعبدا، قبل ان يستدرك الرئيس عون الموقف في شأنها، وهي متصلة بالظروف التي احاطت بالمجيء بسلام على حساب التفاهم على ابقاء ميقاتي، الذي لم يكن الثنائي الشيعي منخرطا فيه وحده، بل كان تفاهم رسم بمساهمة ومشاركة داخلية وخارجية واسعة .

 

واضاف المصدر ان رسالة الامس هدفها تصويب واستدراك ما حصل، وكذلك التأكيد على وضع انطلاقة تأليف الحكومة في اطار ايجابي، وعدم استسهال هذه العملية بطريقة عرجاء، تحدث تداعيات وارتدادات كبيرة في وجه العهد الجديد .

 

واشار المصدر الى ان التوضيحات الاولى التي قدمت لم تكن كافية، ولم تجب على هواجس الثنائي ومطالبه، وان الحديث العام عن “عدم الكسر والاستهداف والاقصاء” يبقى مجرد مواقف، ان لم تقرن بتوضيحات وقرائن تتجاوز كل التعهدات والالتزامات، والمواقف التي سبق وذهبت ادراج الرياح .

 

الاتصالات بقيت مفتوحة ولم تنقطع طوال امس سعيا الى ايجاد المخارج المناسبة، التي تسهل تأليف الحكومة وتأمين الغطاء الفعلي الجامع، وشاركت فيها الى جانب الساعون في الداخل جهات خارجية ابرزها فرنسا .

 

وكان يفترض ان يتصل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس بري مساء اول من امس، لكن الاتصال لم يحصل، كما أعلن رئيس المجلس امس من دون ان يشير الى الاسباب . لكن مصادر مطلعة قالت ان الرئيس الفرنسي قادم الى لبنان غدا، وانه سيكون حاضرا بشكل مباشر للمساهمة في تذليل الصعوبات، وتأليف الحكومة باسرع وقت كما تسعى فرنسا .

 

وخلال اتصالات الامس، طرحت افكار عديدة لمعالجة الاسباب التي ادت الى مقاطعة الثنائي استشارات سلام، ومنها زيارة رئيس الحكومة المكلف الى عين التينة خلال او بعد الاستشارات، وقرّ الرأي على ان تكون غدا الجمعة في اجواء يؤمل ان تكون ايجابية في ضوء استكمال المساعي الجارية .

 

وردا على سؤال عما اذا كانت مقاطعة الاستشارات هي رسالة للخارج، اكتفى بالقول ” لبنان بدّو يمشي “.

 

وتوقفت الاوساط النيابية عند هذه العبارة المقتضبة، ورأت فيها اشارة ايجابية تساهم في تعزيز المساعي، لمعالجة الموقف وترجح الجو الايجابي على السلبي .

 

وفي الاستشارات النيابية امس، برز موقف شبه جامع بين الكتل والنواب غلب عليه المنطق التوفيقي والجامع، مؤكدا على عدم كسر اي فريق او اقصائه. ونقل النواب عن سلام انه “منفتح على الجميع، وليس لديه اي نية للاقصاء “، مكررا مد يده للجميع بروح ايجابية .

 

وشددت اغلبية الكتل على ضرورة التواصل والحوار مع الجميع، كما عبر رئيس “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط .

 

وفي شكل وتركيبة الحكومة جسدت عبارة النائب ابراهيم كنعان الموقف العام عندما قال ” ان الاهم في كل شيء، ان تكون ارادة سياسية وراء من سيعين الوزراء، لانهم لن يكونوا من الفضاء “.

 

واكد النائب جورج عدوان باسم نواب “القوات اللبنانية” ايضا على التمثيل السياسي عبر الكفاءات والاختصاص. وشاركه النائب جبران باسيل باسم نواب “التيار الوطني الحر” بطريقة مشابهة بقوله ” يجب ان تكون الحكومة من وزراء اختصاصيين من القوى البرلمانية”.

 

وبعد اليوم الاول من استشارات التأليف ساد جو عام بان الحكومة الجديدة ستأتي بوجوه جديدة من اصحاب الاختصاص، لكن بارادة ومشاركة القوى السياسية والنيابية، من خلال هؤلاء الوزراء، من دون اقصاء احد. حكومة لا يمكن اسقاطها بالباراشوت، او عزلها عن الواقع والتوازنات السياسية والتوزيع الطائفي المبني على التمثيل النيابي .