Site icon IMLebanon

برود على خط بعبدا – بيت الوسط… هل يكون دور للرئيس بري؟

 

عادت الأمور إلى نقطة الصفر على خط الاستشارات النيابية الملزمة والتكليف وباتت المسألة معقدة أكثر من أي وقت مضى نظراً لما جرى الاثنين المنصرم من تأجيل لهذه الاستشارات وحيث باتت الأوضاع بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» تصب في خانة التصعيد المستمر، ولا سيما أمام ما نشهده من حملات أخذت ترتفع في الساعات الماضية بين بيت الوسط وبعبدا، وهذا ما يؤكد أنّ استشارات الخميس ستواجه صعوبات كثيرة خصوصاً بعدما سُرّب من بيت الوسط عن وجود أمور كثيرة ستُعلَن على الناس وقد يكون الرئيس سعد الحريري مستهدفاً لتطييره من المعادلة في رئاسة الحكومة من خلال طرح أسماء منها ما يستفز «المستقبل» وجمهوره ومحازبيه، وعلى هذه الخلفية فإنّ هناك تعقيدات كثيرة وسط معلومات عن تأجيل آخر للاستشارات أو الدخول في ظل فراغ حكومي قد يطول أمده نظراً لصعوبة المرحلة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وعلى هذه الخلفية أيضاً فإنّ هناك قلقاً ومخاوف من تنامي الحركة في الشارع والتي باتت تنذر بعواقب وخيمة مذهبية وطائفية في سياق ما يجري من اعتداءات وإشكالات ليلية، وهذا ينعكس سلباً على المسار السياسي بشكل عام.

 

وفي هذا الإطار تشير المعلومات إلى أن الاتصالات السياسية بين بعبدا وبيت الوسط أضحت باردة إلى حد كبير خصوصاً بعد الحملات التي واجهت الحريري من قبل مقربين من رئيس الجمهورية بعد تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، وصولاً إلى الردود المضادة، ما يعني أن هذه البرودة والفتور قد تتحول لاحقاً إلى ما يشبه القطيعة في حال تفاقمت الأوضاع بينهما، وهذا ما يحصل اليوم في إطار التصعيد السياسي العالي النبرة من الفريقين المقربين من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل، لذلك يعوَّل على دور قد يقوم به في الساعات المقبلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بغية تخفيف الاحتقان بين بعبدا وبيت الوسط وصولاً إلى تأمين الأرضية الملائمة لإجراء الاستشارات، ولكن واستطراداً لهذا المسعى الذي ربما يتولاه بري فإنّ جملة أمور تبقي الأزمة قائمة، أولاً لأن الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة بات مكشوفاً، تالياً لأن التصعيد العنيف بين التيار الوطني الحر وتيار «المستقبل» وصل إلى درجة من الحملات غير المسبوقة ومرشح لها الاستمرار في ظل ما يحصل اليوم على الساحة الداخلية، بينما الأمر الآخر وهو الأبرز  يتمحور بما يجري في الشارع من صدامات وإشكالات وصلت إلى مرحلة تهدد بفرط السلم الأهلي خصوصاً أن المواجهات في أماكن معينة تأخذ البعد المذهبي، وهذه المخاوف وصلت إلى درجة تذكّر بالحرب الأهلية نظراً للشعارات التي تطلق.

 

وعلى هذه الخلفية فإن المساعي تتكثف لتهدئة الشارع بعدما تجاوزت المسائل في بعض الجوانب الخط الأحمر، ما يستدعي ضبط الوضع السياسي الذي هو صورة طبق الأصل عما يحصل في الشارع ارتباطاً بهذا التصعيد السياسي، ولذلك يبقى أن الأوضاع متجهة إلى أزمات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية خصوصاً أن ما رشح عن المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس لم يكن على قدر الآمال المطلوبة في ظل الشروط الواضحة من أجل تشكيل حكومة من الاختصاصيين وإجراء عملية إصلاحية مالية واقتصادية، إلى فرض العقوبات على حزب الله، فكل ذلك يبقي الأزمة قائمة لا بل إن الأيام المقبلة ستشهد الكثير من التطورات على المستوى السياسي وعلى مستوى إشكالات الشارع، بينما الأزمات الأخرى الاقتصادية والمالية ما زالت تتفاقم وتهدد بأزمة اجتماعية غير مسبوقة في لبنان.