Site icon IMLebanon

أمل حياتي

 

أن يدعو المكتب السياسي لحركة أمل “للإسراع بتشكيل الحكومة” فذلك يعني أمرين: وجود طرف داخلي “يفرمل” التشكيل ويعيق جهود رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، أو أن الحريري نفسه صار في الخمسين بطيء الحركة، ضعيف الحيلة، وأن يتمنى المكتب السياسي ويحضّ على”عدم الوقوف أمام الحسابات الضيّقة التي تؤدي إلى مزيد من التأخير وتنعكس مزيداً من فقدان الثقة” فترجمة الكلام لا تقبل التأويل: وقت “الإستيذ” من الذهب الخالص، و”بيقدرش ينطر” لمدى الأزمان.

 

بمثل هذه البساطة والوضوح والصراحة تنفض الحركة يديها من كل عرقلة، فالبروفسور مصطفى أديب لقي، قبل الحريري، كل التسهيلات لتشكيل حكومة المهمة، بخاصة من “الثنائي الوطني” الممثل بالخليلين الجميلين اللطيفين اللذيذين المسهّلين معبّدي الدروب الصعبة لتنفيذ مبادرة ماكرون على أفضل ما يكون. كانا واضحين: لنا حقيبة “المال” وإلى الأبد يا أسد، ولنا “الصحة” والعافية ولنا أن نسمي الوزراء الشيعة. لم ترتح إليهم بروفسور؟. نقدم باقة جديدة. المهم أن ترتاح يا مصطفى. وبالفعل ارتاح مصطفى بألمانيا.

 

ومثلما تعاملت أمل مع المصطفى الأديب تتعامل مع سعد الحريري، بنفس الروحية والإيجابية والتعاون والحس بالمسؤولية وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها، لذا فلا غروَ أن تدعو “الحركة” الآخرين إلى تخطي “الحسابات الضيقة”، وتجاوز بدعة “وحدة المعايير” و”حصرية” تسمية الوزراء المسيحيين برئيس الجمهورية و”الخلاف على الحقائب” و”المداورة”.

 

المكتب السياسي لحركة أمل، من الحاج جميل حايك ونزول، على ما يبدو، مستعجل، والمشكلة ليست عنده.

 

والمكتب السياسي لتيار المستقبل، أيضاً مستعجل، والمشكلة في مكان آخر بين فقرا والبياضة والبترون.

 

والمكتب السياسي للتيار الوطني الحر، على نار، خلص العهد والبلد ولا وقت لديه للمماحكات. التيار مستعجل على تشكيل حكومة اليوم قبل الغد.

 

والمكتب السياسي للحزب السوري القومي الإجتماعي يريد الحكومة أول من أمس وليس اليوم. إذاً مستعجل.

 

المكتب السياسي لـ”حركة الأرز الوطني” إجتمع واستعجل.

 

المكتب السياسي لتيار المردة، بكتلتيه المارونية والأرثوذكسية، مستعجل ومستفحل أيضاً.

 

والحزب التقدمي الإشتراكي، رئيساً ومكتباً ومفوّضين ومختارة، سهّل ويسهّل وسيسهّل فمن يعرقل التشكيل في السهلات.

 

فرنسا، بسفرائها القدامى والجدد، برئيس جمهوريتها والسيدة عقيلته، بمجلس شيوخها والمجلس الوطني، مستعجلة.

 

أميركا ترامب، وأميركا بايدن، والدم بينهما للركب، مستعجلتان على حكومة إختصاصيين.

 

حتى الجمهوريتان الإسلاميتان في إيران وفي لبنان تحثّان على الإسراع في التشكيل.

 

المواقف، كما يبدو، واضحة، ومن هنا ندعو المكتب السياسي لـ”أمل”، الى أن يجتمع مجدداً، ويسمي بالإسم من لديه “حسابات ضيّقة” ومن له حسابات مرحرحة على الخصر ومن له حسابات جارية، كي نحسب الله ما خلقو.