Site icon IMLebanon

بري اطلق «نقزة» سياسية لبعبدا… وحزب الله وجّه نصيحة ورسالة لتسهيل الامور

 

بعد ان لبس الثلث المعطل الذي سعى اليه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ثوب العرقلة على خط التشكيلة الحكومية لأشهر، فكان العقدة الكبرى التي صوّب عليها، من ضمن فريق رئيس الجمهورية وبعض الحلفاء، الذين شدّدوا على التمسّك بهذا الثلث ولو ضمنياً، اليوم اصبح بعيداً عن تلك الصفة بعد التصريح الذي اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، فـ«حشر» باسيل في الزاوية، بعد إطلاقه تصريحاً يرفض فيه ذلك الشرط، فكان ردّ فوري من رئيس الجمهورية ميشال عون بأنه لم يطالب في اي مرة بهذا الثلث. الامر الذي فاجأ الجميع لان الكل يعرف مدى اهمية هذا الشرط، لانه يتحكّم بمفاصل الحكومة.

 

اذا وبسحر ساحر اختفى الثلث المعطل من التداول، على وقع الاتصالات الخارجية التي تحركّت بقوة، وخصوصاً موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعطى زخماً جديداً لمبادرته، ووسّع اتصالاته بالاطراف الاقليمية والمحلية، فكان له دور في إطلاق تلك المفاجأة، التي فجّرها رئيس المجلس فأعطى بدوره تفاؤلاً على خط التشكيلة الحكومية، و«نقزة» سياسية كبرى غير متوقعة لبعبدا ولرئيس التيار الوطني الحر، اذ وبعد ان التزم بري الصمت فترة طويلة عاد ليطلق صرخة لحلحلة الوضع المتأزم، معلناً انّ اسبابه داخلية اولها تمسّك عون بالثلث المعطل، مما يعني انّ الرئيس المكلف لقي دعماً جديداً من الثنائي الشيعي، لان الرئيس بري لم يطلق هذا التصريح إلا بمواقفة حليفه حزب الله، مع الاشارة الى انّ اتصالاً اجراه الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بباسيل، قبل فترة وجيزة موجهاً إليه نصيحة بتسهيل الامور، وتلت ذلك رسالة تلقاها الاخير من الحزب، بواسطة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، لكن المعلومات تشير الى ان رئيس «التيار» ما زال متمسّكاً بمطلبه، لكن وقوفه وحيداً في هذا الاطار سيساهم في حلحلة الامور، لانه لن يستطيع مواجهة الجميع بمفرده.

 

مصدر سياسي مراقب للازمة الحكومية يقول لـ« الديار»: «هذه النقطة الايجابية تسجّل للثنائي الشيعي لدى فرنسا، لانهما عملا على سحب العقدة الابرز في محاولة لإزالتها نهائياً، ووضع باسيل في الزاوية، لذا برزت خطوتهما كتسهيل كبير للمبادرة الفرنسية المتجدّدة، اذ لا يمكن فصل الملف الحكومي اللبناني عن اي سياق خارجي، وانطلاقاً من هنا ثمة ايجابيات ستظهر على الخط الداخلي والخارجي معاً، بعد إطلاق تلك الخطوة التي بالتأكيد ينتظران مقابلها شيئاً ، وخصوصاً حزب الله ، وهذا سيساهم في فتح الدروب بين الحريري والحزب وعلى نحو باب كبير غير قابل للاقفال، خصوصاً انَ الرئيس المكلف لم يطلق اي تصريح معاد للحزب منذ توليه التكليف، بل كان يقف على خط متواز ولو كان بعيداً بعض الشيء، لكن في الاساسيات لم يتعرّض له، اذ كان يضع دائماً في جدوله السياسي، أن المفاوضات الاميركية ـ الايرانية عائدة ولو بعد حين، لذا كان يقف على خط سياسي مستقيم من ناحية الحزب، في انتظار نضوج تلك المفاوضات.

 

ورأى المصدر انّ مهمة الحزب اليوم هي الوساطة مع باسيل، لتخليه عن ذلك الثلث، وهم بالتأكيد سينجحون في ذلك، وفي المقابل سينال الحزب ما يبغي خصوصاً من فرنسا، التي رأت فيه عاملاً مسهّلاً لتأليف الحكومة.

 

وعلى خط المقربين من رئيس مجلس النواب، لفتت المصادر لـ«الديار» الى انّ اصرار باسيل على الثلث المعطل غير مقبول، خصوصاً في هذه الظروف حيث الانهيارات تتوالى في البلد، فالمطلوب إنتشال الوطن وليس إغراقه اكثر، مستغربة ايضاً ردّ رئيس الجمهورية على الرئيس بري، بخصوص ان الاول لم يطالب بالثلث المعطل، سائلة: «لماذا اذا لم تتشكل الحكومة لغاية اليوم، مع اشارتها الى انّ رئيس المجلس كان مصرّاً على تسمية غير حزبية للوزراء، فيما البعض رفض هذا الامر، ما ساهم ايضاً في العرقلة، داعية جميع الافرقاء الى التنازل عن المصالح الخاصة، لان القضية اليوم هي قضية وطن مشلّع محتاج الى الوحدة، والى تشكيل حكومة فاعلة انقاذية على الفور.

 

وختمت «بأنّ زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة، وللمرة الثالثة في غضون اشهر قليلة، يعطي مؤشراً ايجابياً نأمل تحقيقه قريباً على ارض الواقع».