IMLebanon

طوباوية “التنمية والتحرير”

 

يخال للبعض أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلته النيابية، ومعاونه السياسي علي حسن خليل و”الحركة” ككل، منضوون في إطار جمعية إنسانية تتعاطى السياسة بطوباوية ولا علاقة لها بتكبيل الدولة، ولا في عرقلة الاستحقاقات والمسارات، أقلّه في المرحلة التي تلت الإنسحاب السوري من لبنان العام 2005.

 

بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحّود الممدّد له قسراً، كان الرئيس بري في طليعة معطّلي نصاب انتخاب رئيس جمهورية جديد، لقطع الطريق على انتخاب بطرس حرب أو نسيب لحوّد أو أي اسم من لائحة البطريرك صفير وقد أعدّها بناء لطلبه.

 

والرئيس بري يتحمل مسؤولية مباشرة في اختلاق أزمة ميثاقية، بمحاولة تفجير حكومة الرئيس السنيورة مع علمه اليقين بأن انسحاب أي مكوّن طائفي لا يحتّم استقالة الحكومة، إلا إذا كان هناك مكوّن فئة ألف ومكوّن فئة ب.

 

ويعود للرئيس بري الفضل في تفسير الدستور والطائف على هواه، بخاصة بعد اتفاق الدوحة، فابتدع عرفاً يجيز لكل مكوّن طائفي أن يختار وزراءه وحقائبهم، والأنكى أن الرئيس بري لم يترك لرئيس الحكومة، ولو بالشكل، إمتياز أن يعرف اسماء وزرائه جميعهم، فكان يطلع إلى بعبدا، قبل صدور المراسيم وأسماء الوزراء الشيعة في جيبه المليء بالأرانب والحمائم.

 

والرئيس بري الذي عطّل النصاب مرة، تفهّم تعطيل شريكه “حزبُ الله” للانتخابات الرئاسية العام 2014، ولم يوجّه إليه مجرّد لوم او انتقاد حتى قُضي الأمر وانتخب العماد عون رئيساً للبلاد.

 

والرئيس نبيه بري المستعجل على إنجاز التركيبة الحكومية اليوم، هو نفسه من أفشل و”حزبُ الله” مهمة الدكتور مصطفى أديب، فمارس الخليلان على الرئيس المكلف، والمدعوم فرنسياً، ضغوطاً ناعمة وحدّدا له ما يحق له، (بخاصة بمسألة أحقية الشيعة بحقيبة المال)، وما لا يحق في عملية التشكيل، ما سرّع تيئيسه واعتذاره تالياً بعد 26 يوماً على التكليف.

 

ففي شباط الفائت، أعلن المستشار الركن لـ”الأستيذ” علي حسن خليل أن مسار تشكيل الحكومة يدعو إلى اليأس، بدلاً من القيام بمبادرة تدعو إلى الأمل، كإغراء الرئيس عون بالمالية مثلاً، أو إطلاق يد الحريري في تشكيل حكومته.

 

وفي الأمس عاد الخليل ليؤكد أن “نبيه بري في صلب النقاش الدائم حتى تشكيل الحكومة وهو قلق جداً من تعاطي القوى السياسية المتراخية من ملامسة إنجاز الحكومة”، ولاقته كتلة “التنمية والتحرير” في قلقه الوجودي فرأت، بخلاف ما يُرى، أن “الحكومة ممر إلزامي لمنع إنهيار هيكل الوطن فوق الجميع”، متسائلة “هل انتم فاعلون؟”.

 

واللبنانيون يتساءلون، أنتم أنتم، ثالث كتلة في البرلمان عدداً (17 نائباً) ماذا فعلتم وتفعلون لتسهيل استيلاد حكومة قبل حلول العتمة؟