IMLebanon

الرئيس بري «كحّلها»… والرئيس عون «عماها»  

 

 

لم يتسلم الحكم في لبنان أفشل من الرئيس ميشال عون… لا نقول هذا الكلام من الزاوية السياسية، ولكن يكفي هذا العهد الذي يطلق شعارات رنانة تجذب الناس إليها، يجافي الحقيقة فنرى عكس تلك الشعارات.

 

وأصدق مثال هو ادعاؤه أنه يريد استعادة حقوق المسيحيين. والحقيقة ان ما فعله هو حروب على المسيحيين. ولنبدأ بحرب التحرير ثم بحرب الإلغاء… بالفعل فإنّ الدمار والتهجير الذي حصل بين عامي 1988 و 1989 لم يحصل في تاريخ المنطقة الشرقية، حتى أيام السوريين وأيام الاحتلال الاسرائيلي لبيروت بعد حصارها 100 يوم وقصف استمر ليلاً ونهاراً من الجو والبحر ومن بعبدا.

 

الهجرة المسيحية بدأت يوم تسلم عون رئاسة حكومة عسكرية كانت مهمتها فقط التحضير لانتخاب رئيس للجمهورية. لقد فعل كل شيء يناقض تلك المهمة، ولم ينتهِ الامر إلاّ بحرب من جيش الشرعية بمساعدة الجيش السوري الذي دخل الى وزارة الدفاع وإلى القصر الجمهوري لأوّل مرة في تاريخ لبنان…

 

الحقبة التالية هي حرب تموز الإلهية التي أدّت الى هجرة 300  ألف مسيحي وخسائر تقدّر بـ5000 قتيل وجريح من المواطنين والجيش والمقاومة، وقال السيّد يومذاك «لو كنت أعلم».

 

المرّة الثالثة كانت انفجار المرفأ الذي وعد فخامته بالإعلان عن مسؤولي الجريمة. وحتى اليوم، وبعد مرور 9 أشهر لا أحد يعرف شيئاً رسمياً، ولكن الكل يعلم أنّ إسرائيل هي التي قصفت مستودع العنبر 12 الذي يحتوي على كمية من النيترات المعدّة لشحنها براً وبحراً الى سوريا من أجل البراميل التي كان الجيش «العلوي» و»الحزب العظيم» والحرس الثوري يستعملونها لقتل أبناء الشعب السوري الذي يرفض حكم بشار الأسد.. هذا إضافة الى تهجير مليون مسيحي تحت نظرية استرجاع حقوق المسيحيين. قال لي أحد الظرفاء إن شاء الله يبقى أحد من المسيحيين، في حين يبحث الرئيس عن استرجاع حقوق الطائفة.

 

كلام الفشل له بداية ولكن يبدو أن لا نهاية له. وهنا نقصد أنّ ملف استخراج النفط في البحر بعد اكتشاف كميات كبيرة من النفط في فلسطين ولبنان ومقابل الساحل القبرصي. في البداية تسلم الملف الرئيس نبيه بري وكان يفاوض إسرائيل عن طريق الاميركيين والأمم المتحدة..

 

وكان الرئيس بري متمسكاً بالاميركيين وحصر كل اجتماعاته والبحث فقط معهم… لقد بدأ «الحديث» مع السفير ديڤيد ساترفيلد ثم انتقل الى ديڤيد شينكر الذي كان مساعد وزير خارجية أميركا.. بقيت المفاوضات مع الاميركيين ثلاث سنوات وبنتيجتها توصّل الرئيس بري مع الاميركيين الى خط «هوف».

 

فجأة انتقل الملف الى الرئيس ميشال عون كيف؟؟ ولماذا؟ لا أحد يعرف.. على كل حال هنا بدأت المشاكل خصوصاً عندما كلف الجيش اللبناني إجراء مسح لمعرفة الخط الفاصل.. فجاءت مشاكل وخرائط أخرى مختلفة عن تلك التي توصّل إليها الرئيس بري تقريباً. وبدل أن يستفيد الرئيس عون من المباحثات والتوافق الذي توصّل إليه الرئيس بري، طلب كما ذكرنا أن يقوم الجيش بإجراء الحوار وفق خطوط جديدة. والمشكلة الأكبر أنّ «الطفل المعجزة» العالم بكل شيء في الدنيا والفاشل الأكبر تدخل ليزيد المشاكل والذي اعتبر ان هذا الملف يستطيع أن يستعمله للضغط على الاميركيين لرفع العقوبات عنه وأنّ هذا الملف سوف يوصله الى رئاسة الجمهورية… النتيجة كانت عكس كل ذلك، وهي أنّ موضوع العقوبات يختص بوزارة العدل وهناك ملفات سرية موثقة وغير قابلة للمساومة.

 

كذلك فإنّ موضوع الترسيم جعل إسرائيل ترد على لبنان بخطوط جديدة، جعلتنا نترحّم على خط «هوف» وعرفنا وقتها قيمة الرئيس بري وأهمية تعاطيه بهذا الملف، إذ ان خطوط إسرائيل للتفاوض على الحدود البحرية ضربت ثلاثة «بلوكات» هي 10 و9 و8 وهذا ما يدفعنا الى القول إنّ الرئيس عون لا يمكن أن يتعاطى بأي ملف إلاّ ويفشل فيه. ويبقى الحديث مجرّد شعارات وإذا نسي شيئاً استعان بـ»الطفل المعجزة» ليكتمل النقل بالزعرور.

 

كلمة أخيرة لدولة الرئيس بري: رحم الله الأيام التي كنت أنت المسؤول فيها عن هذا الملف، ولا ندري لماذا جنَيْت علينا بإعطاء هذا الملف الى الفاشلين.

 

حصرنا في حديثنا القضية بتهجير المسيحيين، ولكن علينا أن تنحدث أيضاً عن فشله في تشكيل الحكومة، وفشله بعد وصول الدين العام الى 90 مليار دولار، وفشله وتسببه بسقوط القطاع المصرفي الذي كان أهم قطاع في العالم العربي وكان يعطي المليارات مدخولاً للبنانيين، وفشله وفشل صهره العزيز في الكهرباء وخسارة 56 مليار دولار ولا كهرباء، وفشله في وزارة الاتصالات، هذا جزء من الفشل الكبير للرئيس.