IMLebanon

برّي لن يسمح بتفجير القنبلة الحكومية في المجلس… والاولوية للتأليف

رسالة عون على مشرحة الكتل النيابية اليوم… والتوازنات على حالها

الحريري للردّ المفصّل على رئيس الجمهورية… وباسيل حاضر «لمرافعة رئاسية»

 

يناقش مجلس النواب اليوم رسالة رئيس الجمهورية حول مسار تشكيل الحكومة بعد الجلسة القصيرة التي عقدها امس لتلاوة نصّها التزاما بالنص الدستوري والنظام الداخلي للمجلس.

 

وحرص الرئيس بري على التعامل مع الرسالة وفق الاصول وما ينصّ عليه النظام الداخلي للمجلس، باعتبار انها موجهة مباشرة الى المجلس ويقتضي فتح باب النقاش بعد 24 ساعة من تلاوتها.

 

وكما بات معلوما فان رئيس المجلس كان بدأ منذ الاربعاء اجراء اتصالات ومشاورات لابقاء اجواء الجلسة تحت سقف أي تصعيد محتمل، مركزا في الوقت نفسه على وجوب وضع الامور في نصابها والتشديد على الهدف الذي يجب ان يكون نصب أعين الجميع وهو الاسراع في تشكيل الحكومة بعيدا عن محاولات تسجيل المواقف والسجالات التي اثبتت الاشهر الماضية منذ تكليف الرئيس الحريري بأنها لن تؤدي إلا الى مزيد من التعطيل والانعكاسات السلبية على الوضع المتدهور اصلا.

 

وعلمت «الديار» ان الرئيس بري لم يوقف هذه الاتصالات والمحاولات لتبريد الوضع قدر المستطاع حتى اللحظات الاخيرة قبيل انعقاد الجلسة العامة للمجلس عند الساعة الثانية وعشر دقائق من بعد ظهر امس.

 

وفي هذا الاطار اجتمع قبل الجلسة مع رئيس الحكومة المكلّف في الاونيسكو، بينما كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في قاعة الاونيسكو حاضراً ومحضّراً لأي احتمال، خصوصا انه سيدلي بدلوه بصفته رئيسا لتكتل لبنان القوي بعد مداخلة الرئيس الحريري المحتملة.

 

وقالت مصادر نيابية لـ»الديار» ان الاجواء بقيت ضبابية نسبية، لكن الرئيس بري كالعادة سيلعب دورا حاسماً لابقاء جلسة اليوم في اجواء غير متفجرة، مع العلم ان المجلس لن يذهب في موقفه ردّا على الرسالة الى ابعد من حدود التأكيد على انه قام بواجبه وبمسؤولياته من خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي انتهت الى تكليف الرئيس الحريري باكثرية نيابية، وانه حريص ويؤكد على ضرورة تأليف الحكومة بأسرع وقت.

 

واضافت المصادر ان ما قام به الرئيس بري من خلال المبادرات والمساعي المكثفة منذ التكليف وحتى الآن يعكس موقف واجواء الاكثرية النيابية في المجلس، وان اقصى ما يمكن ان يتخذ البرلمان هو حث الرئيسين عون والحريري على الحوار والاتفاق من اجل اخراج الحكومة من عنق الزجاجة، ولن يأخذ موقفا لصالح هذا الجانب أو ذاك.

 

وعلمت «الديار» ايضا ان رؤساء كتل سجلوا اسماءهم للمداخلة في جلسة اليوم التي يتوقع ان تبدأ بردّ مفصّل للحريري على رسالة عون، ومن ابرزهم: رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل الذي قيل انه أعدّ مداخلة بدوره لشرح موقف التكتل والتيار الوطني الحرّ، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي سيجدد موقف الكتلة وحزب الله لجهة التأكيد على حسم تأليف الحكومة وتغليب منطق الحوار المباشر للاتفاق على التشكيلة الحكومية بدلا من الاستمرار في المراوحة.

 

وسبق ان عبّرت الكتلة في بياناتها الاخيرة عن هذا الموقف مؤكدة «ان تشكيل الحكومة هو البديل الوطني عن الفوضى السائدة حاليا والتي تهدد الجميع، وذلك بعد ان ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل».

 

وشددت على أهمية تذليل العقبات رغم النتائج المخيبة والصادمة حتى الآن.

 

ويتوقع ايضا ان تكون كلمة لكتلة التنمية والتحرير واخرى لكتلة الجمهورية القوية التي سيلقيها النائب جورج عدوان، كما سيكون هناك كلمات ومداخلات لباقي الكتل وبعض النواب المستقلين. ووفقا للمصادر النيابية فإن الرئيس بري سيتدخل لإبقاء الاجواء في اطار افساح المجال للكتل بإبداء مواقفها من موضوع الرسالة وعدم السماح بحصول نقاش او سجال مباشر بين المتداخلين لكي لا تخرج الامور عن السيطرة وتفلت اجواء الجلسة.

 

وبعد انتهاء جلسة الامس القصيرة التي لم تتجاوز الربع ساعة خرج النواب وادلى بعضهم بدلوه حول الرسالة والموقف منها، ولم يسجل اي جديد في هذه المواقف. لكن اجواء الترقب والانتظار كانت السائدة، خصوصا ان الرئيس بري لم يعط اية اشارة داخل الجلسة ولم يبد اي تعليق، واكتفى بطلب تلاوة رسالة رئيس الجمهورية وفق الاصول ثم رفع الجلسة الى الثانية من بعد ظهر اليوم التزاما بالنظام الداخلي دون زيادة او نقصان.

 

وتباينت الاراء حول النظرة الى رسالة الرئيس عون ومفاعيلها فرأت اوساط تيار المستقبل انها «مليئة بالمغالطات وتحريف الحقائق» مشيرة الى انها محاولة من رئيس الجمهورية للهروب الى الامام ورمي التهمة والمسؤولية على الرئيس الحريري.

 

واعتبر ايضا «ان توجيه الرسالة الى المجلس هي في غير محلها وان مضمونها هو افتئات على دور وصلاحية البرلمان والنواب» مؤكدة ان الاستشارات النيابية انتهت الى نتائج صريحة وان الصلاحيات الدستورية واضحة في عملية التشكيل ولا يمكن تعديلها او تغييرها.

 

اما مصادر «كتلة التنمية والتغيير فتقول ان المجلس قام ولم يقصر بواجبه الدستوري وان الرئيس بري بذل جهودا حثيثة وما يزال من اجل تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، وان المطلوب اولا واخيرا ان يقوم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بكل ما يمكن لحسم هذا الموضوع الذي هو في عهدتهم.

 

ولفتت المصادر الى ان البعض كان يشكو احيانا من تدخل الرئيس بري لتسريع تشكيل الحكومة ثم يشكو احيانا اخرى من العكس، مع العلم ان رئيس المجلس يمارس قناعته الوطنية اولا واخيرا في هذا الشأن.

 

اما اوساط التيار الوطني الحر فيعبر عنها مصدر بارز في تكتل لبنان القوي بالقول ان الرئيس عون قام بتوجيه رسالته الى المجلس بعد انسداد افاق التأليف في اطار وضع الجميع امام مسؤولياتهم لانه لم يعد مقبولا الاستمرار على هذا المنوال.

 

ويضيف المصدر «ننتظر ما سيخرج به المجلس اليوم واذا لم ننته الى نتائج ايجابية يمكن ان تساعد على الخروج من الازمة وعلى تأليف الحكومة، فإن لرئيس الجمهورية خطوات اخرى».

 

ولدى سؤاله عن هذه الخطوات يجيب المصدر «كل شيء في اوانه» ثم يلمح الى ان الذهاب الى الانتخابات والاستقالة من المجلس امر ممكن ووارد.

 

وتقف كتلة اللقاء الديموقراطي موقفا وسطيا لكن مصادرها تؤكد ان الرسالة لن تقدم او تؤخر.

 

مضيفة «ان المطلوب الخروج من هذا الوضع بتشكيل الحكومة من خلال التنازلات المتبادلة وعدم الرهان على الخارج».

 

وفي هذه الاجواء من المواقف النيابية يعوّل اليوم على ان يقود الرئيس بري الجلسة الى نتيجة اساسية، وهي التأكيد على ضرورة الاسراع وحسم تشكيل الحكومة، باعتبار الحل المطلوب للخروج من الازمة ووقف الانهيار والبدء بالاصلاحات المنشودة.

 

ولن يسمح الرئيس بري، كما يقول مصدر نيابي مطلع، بان تنفجر ازمة الحكومة في المجلس وفي قاعة الاونيسكو. وسيلعب دور ضابط ايقاع النقاش باتجاه واحد لا بديل عنه وهو اولوية تأليف الحكومة ولا شيء آخر.